نظرية العقل في الذكاء الاصطناعي Theory of Mind

اقرأ في هذا المقال


سوف يساهم الاقتراب من أنواع الذكاء الاصطناعي في إدراك قدراتها الحالية وما ينتظرها في المستقبل، حيث تقوم أبحاث الذكاء الاصطناعي حول مستقبل تقنيات تعلم الآلة وتطورها بما يجعلها تُحاكي الوظائف البشرية، وبالتالي فإن قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على تقليد البشر تُعد معيارًا لتحديد أنواع الذكاء الاصطناعي، ويُقاس مدى تطورها بمدى كفاءتها في محاكاة الأداء والوظائف البشرية من حيث التنوع والإتقان، وتُعد أكثرها تطورًا أقربها إلى المستوى البشري. واستنادًا على هذا المعيار، تُصنف أنواع الذكاء الاصطناعي إلى عدة أنواع ومن هذه الأنواع نظرية العقل (Theory of Mind).

نظرية العقل (Theory of Mind) كأحد أنواع الذكاء الاصطناعي:

النوع الثالث من أنواع الذكاء الاصطناعي هو نظرية العقل، فخلافًا لنوعي الذكاء الاصطناعي من نوع الآلات التفاعلية (Reactive Machines) ونوع الآلات محدودة الذاكرة (Limited Memory)، اللذين تنتشر تطبيقاتهما على مدى واسع، لا تزال الأنظمة المعتمدة على نظرية العقل في طور التطوير، وقد نتوقف هنا، ونسّمي تلك النقطة بالفجوة الهامة بين الآلات التي نمتلك وبين الآلات التي سنبنيها في المستقبل، ومع ذلك، فمن الأفضل أن نكون أكثر دقة في مناقشة أنواع آلات محاكاة الواقع التي نرغب في تشكيلها، وما النحو الذي تحتاج أن تكون عليه.

وتُمثل مستوى التقدم التالي للذكاء الاصطناعي، حيث ستتمكن من فهم الكيانات التي تتفاعل معها بأفضل صورة، وذلك من خلال تمييز الاحتياجات والعواطف والمعتقدات والعمليات الفكرية الخاصة بها، ستكون الآلات بالتالي أكثر تطور، ولن يشكل النوع مجرد تصورات عن العالم، بل كذلك عن عوامل أو كيانات أخرى في العالم، ففي علم النفس تسمّى تلك بـنظرية العقل، أي فهم أن البشر والكائنات والأجسام في العالم يمكن أن يمتلكوا الأفكار والمشاعر التي تؤثر على سلوكهم.

وعندما تكون الآلات أكثر تطور هنا سيكون أمراً دقيقاً جداً في كيفية تكوين المجتمعات بواسطتنا نحن البشر، لأنه سُمِحَ لنا أن نمتلك تفاعلات اجتماعية، دون فهم دوافع ونوايا بعضنا البعض، ودون الأخذ بعين الاعتبار ما قد يعرفه شخص آخر سواء عنّا أو عن البيئة من حولنا، فالعمل معاً يكون صعباً في أحسن الأحوال، وفي أسوأ الأحوال يكون مستحيلًا، فلو كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي تمشي بيننا فعلًا، سيكون لديهم القدرة على فهم أن كل منا لديه أفكار ومشاعر وتوقعات حول الكيفية التي سنُعامل بها، وسيضبطون سلوكهم وفقًا لذلك.


شارك المقالة: