عادات وتقاليد رمضانية في اليمن

اقرأ في هذا المقال


عادات وتقاليد رمضانية في اليمن:

لشهر رمضان في اليمن تقاليد ممتلئة بالدفء خاصة فيه، قد لا تختلف تقاليد أهل اليمن في رمضان عن دول الخليج الأخرى في الاحتفال بشهر رمضان الكريم كباقي البلدان الإسلامية والعربية، والاهتمام بصنع المأكولات والاطعمة.

إذ يجلس الصائمون في اليمن عند حلول وقت أذان المغرب على شكل حلقات على موائد الفطور؛ لتجهيز وتناول الطعام والذي يكون مُكَوَّن من التمور والسمبوسة وبعض المأكولات البسيطة، بالإضافة إلى طبق “الشفوت” وهي وجبة مشهورة لدى الشعب اليمني يتناولونها في شهر رمضان الكريم، وهو طبق ممزوج من الخبز “الرقاق” أو “اللحوح” والزبادي أو اللبن المخلوط بالنعناع الأخضر والكمون الطازج والملح. ويركز الشعب اليمني على وجبة العشاء عقب صلاة المغرب، وتكون عبارة عن طبق من اللحوم وأنواع أخرى من الأطعمة المُعدّة للفطور، مثل العصيدة الكبسة والمندي وكذلك “السلتة” وهي وجبة مكونة من الحلبة والخضر واللحم المفروم والتوابل والبيض، أما الحلويات فهي مادة أساسية وأشهر أنواعها الكنافة وبنت الصحن.

ولا تختلف هذه العادات عند أبناء الشعب اليمني في رمضان، حتى الأشخاص الذين يقيمون في الخارج ولأنها تحتضن الكثير من الجنسيات، التي يقضون شهر رمضان مع عائلاتهم وأصدقائهم فيها.

وعند حلول اليوم العاشر من رمضان يبدأ أبناء الشعب اليمني في إحياء ليالٍ تنافسية في إلقاء الشعر، وتأدية الرقصات التقليدية ولبس الأقنعة على الوجه. كذلك يهتم أهل اليمن خلال حلول الشهر على الاحتفال بالراغبين في الزواج ليلة العشرين من شهر رمضان، ويعد هذا إذاعة بأنهم سيدخلون في عش الزوجية بعد انتهاء الشهر المبارك.

ولعلّ أهم المظاهر الرمضان في اليمن التماسي التي تشبه الى قدر كبير “القرقعان وحق الليلة”، حيث كان الأطفال يتهيأون لتأديتها بحماس في أواخر شهر شعبان، وينتظرون طقوس التماسي التي يكسبون بها بعض النقود، وكان شعر التماسي وأداؤه مختلفاً عن الأهازيج؛ لأن ذلك الأداء هو نشيد الطفولة إذ لا تؤديه إلاّ مجاميع من الأطفال الذين يجتمعون حول بيوتهم في الأسبوع الأول يرددون التماسي الخاصة بالأدعية لآبائهم، يا رمضان يا بو الحمائم أدي لأبي قرعة دراهـم يا رمضان يا بو المدافع أدي لنا مخزن بضائـع.

وعندما يشارف الأسبوع الأول على الانتهاء، نشاهد الأطفال في اليمن ينطلقون صوب البيوت في الأحياء المجاورة لمنازلهم، بعد أن تبدأ إضاءة الليالي، ويستطيع الأطفال الحركة وأداء النشيد وليؤدوا التمسيه بصوت مسموع، يا مساء أسعد الله مساء يا مسا جيت أمسي عندكم.

يتم الإعلان برؤية هلال شهر رمضان في اليمن عبر وسائل الإعلام اليمنية، التي ينتظر أمامها أبناء الشعب اليمني بلهفة كبيرة؛ لمعرفة أنَّ ذلك اليوم هواليوم المتمم لشهر شعبان أم بداية لشهر رمضان الكريم، ليتوجهوا بعد ذلك للمساجد لصلاة التراويح مع أطفالهم، وبعض النساء كذلك في الجوامع التي يتوفر فيها مصلى لهن، وتبدأ بعد ذلك الطقوس والعادات المختلفة التي يتميز بها هذا الشهر.

الأكلات والمشروبات اليمنية:

يختلف الطعام المقدم في شهر رمضان الكريم عن مختلف الأيام الأخرى في جميع أنحاء العالم، حيث تُعَد وجبة “الشفوت” من أهم المأكولات التقليدية اليمنية التي لا تخلو منها أي مائدة إفطار رمضانيه في اليمن، وهي طبق يتكون من الخبز أو اللحوح واللبن (الزبادي أو الحقين)، وبعض الخضروات التي تزيد نكهة جميلة على الطبق، إضافة إلى ذلك فإن أطباق الرواني والشعوبية وبنت الصحن من أشهر الحلويات الشعبية التي تقوم ربة البيت بإعدادها في المنزل، فضلاً عن السنبوسة والطعمية أو الباجية والمهلبية وغيرها من المأكولات، التي تكون السفرة عامرة بها كما تعد القهوة بمختلف أنواعها مشروباً مميزاً بالنسبة لهم، يقدموه مع التمر أثناء وجبة الفطور أو السحور.

التكافل والتراحم في شهر رمضان في اليمن:

تزيد درجة التكافل بين أبناء الشعب اليمني الذين يهتمون كثيراً بالشعائر الإسلامية، خاصة في شهر رمضان الكريم، الذي يعتبر بالنسبة لهم فرصة لزيادة رصيدهم من الحسنات، وذلك عن طريق الاهتمام الكبير بالفقراء والمحتاجين، ففي أغلب المساجد يقيمون إفطاراً جماعياً بشكل يومي، حيث يحضره العديد من الناس.

حيث يحرص أبناء الشعب اليمني خلال هذا الشهر، الذي يتميز بروحانية خاصة على تبادل الزيارات والأطعمة بشكل كبير بينهم، يكون ذلك رغبة بتقوية أواصر المحبة بينهم، وهو فرصة بالنسبة لهم لحل كثير من المشكلات الاجتماعية بينهم. وغالباً ما يجتمعون للإفطار معاً، أو بعد تناولهم الفطور وصلاتهم للتراويح، كما يتبادلون الأحاديث المختلفة في أجواء سعيدة، أو يتحلقون حول شاشات التلفاز لمتابعة البرامج والمسلسلات التي يتم عرضها في رمضان.


شارك المقالة: