ابن أبي الجعد والرواية

اقرأ في هذا المقال


مازلنا نجوب في سماء الرّواية، رواية الحديث النّبويّ الشّريّف، نبحث عن نجمة مضيئة هنا أو هناك، نجومٌ سطعت لِتُضيء طريق الرّاوين للحديث النّبويّ، وسبيلاً لطلبة العلم الباحثين عن مسكٍ فوّاح من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، إنّهم رواة الحديث من الصّحابة رضوان الله عليهم والتّابعين منْ بَعدِهم، مسيرة طويلَةٌ تكلّلت بالنجاح وبالحفاظ على مصدر ديننا الإسلاميّ الثّاني، وها نحن نعثر على نجمة في سماء التّابعين للرواية، إنّه سالمُ بنُ أبي الجَعدِ فتعالوا نقرأ في سيرتِه العطرة.

نبذة عن ابن أبي الجعد

هو: التّابعيّ الجليل، سالمُ بنُ رافع ـ أبي الجَعْدِـ الغَطَفانِيُّ، من رواة الحديث النّبوي الشّريف، من علماء الكوفة بالعراق ومن المشهورين بالرّواية عن الصّحابة رضوان الله عليهم، وكان مولى لبني أشْجَعَ من غَطَفانٍ، وقد عرف عنْه بسابِقَتِه بتدوين الحديث وكتابته بين أقرانه، وكانت وفاتُهُ رحمه الله تعالى في العام المائة من الهجرة وقيلَ في العامِ الأوّلِ بعد المائة من الهجرة.

روايته للحديث

كان سالمُ بن أبي الجَعْدِـ، من التّابعين الّذين رووا الحديث عن كثيرٍ من المحدّثين من الصّحابة والتّابعين، وممّن روى عنهم من الصّحابة: جابرِ بنٍ عبدالله وعبدالله بنِ عمرو بنِ العاصِ وعبدالله بنِ عمر وأنسِ بنِ مالكَ وأبيهِ أبي الجَعْدِـ المختّلَف في صُحْبَتِهِ ـ وأبي هريرة والنُّعمانِ بنِ بشيرٍ وغيرُهُم رضي الله عنهم، كما روى عن كثيرٍ من التّابعين من أمثال: سالم بن عبدالله وكُريبٍ مولى ابن عيّاس وغيرهم يرحمهم الله، كما روى الحديث من طريقِهِ كثيرٌ من المحدّثين من أمثال: قتادة بنُ دِعامة والأعمَش وعمرو بن دينار وابنُهُ الحسن بن سالم وعمرو بنُ مرّةَ وغيرهم رحمهم الله وكان من أهل الثّقة في الرّواية وروى له جماعة الحديث.

من رواية ابن أبي الجعد للحديث

ممّا ورد من رواية الحديث النّبويّ الشّريفِ من طريق سالمِ بنِ أبي الجَعْدِ ما أورده الإمام مسلم فٍي صحيحه: (( حدّثنا شُعْبَةُ عنْ عمرو بنِ مُرَّةَ قال: سَمِعْتُ سالمَ بنَ أبي الجَعدِ الغَطَفانِيَّ قال: سمعتُ النُّعمانَ بنَ بشيرٍ قال: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلّى الله عليهِ وسلَّمَ يقولُ: ( لَتُسَوٌّنَّ صُفوفَكُمْ أوْ لَيُخالِفَنَّ اللهُ بينَ وُجوهِكُمْ )، من كتاب الصّلاة، رقم الحديث127/436 )).

المصدر: تهذيب الكمال للمزيسير أعلام النبلاء للذهبيصحيح مسلم للإمام مسلم


شارك المقالة: