الصراعات التي يمر بها المراهق

اقرأ في هذا المقال


مرحلة البلوغ والمراهقة

شبَّه العُلماء مرحلة البُلوغ والمُراهقة بركوبِ قاربٍ تلعب به الأمواج دون توقف؛ ذلك بسبب المُستويات الهرمونيّة المُرتفعة، ويُؤكد العلماء أنَّ مهمة الآباء والأُمهات في فهمِ واستيعابِ هذه المرحلة ليست سهلة، ومرحلة المُراهقة هي مرحلة انتقاليّة بين الطّفولة والرُّشد، لذلك يحدُث صراعٌ داخلي في نفسِ المُراهق استعداداً لتحدٍّ جديدٍ تتكوّن فيه عملية استكشاف الذّات والمهارات والإِمكانات، وهذا الاكتِشاف لا يتعدَّى بسلاسةٍ، وإنما يمُرُّ بصراعاتٍ وتجاربٍ مريرة.

أبرز صراعات المراهق

  •  الاغتراب والتمرّد: يشعر المراهق دائماً بعدم فهم والِديه له، فيبتعد عن ثوابتِهما ورغباتِهما، مثل مُحاولة لتأكيد الذَّات وإثبات التفرُّد، ويبدأ سلوكه المُتمرّد المُكابر لشعوره بالاغتراب، المعاندة، التّعصب، العدوانية تجاههم.
  • الصراع الداخلي: بين الرّغبة في الاستقلالِ عن الأُسرة واعتمادهِ الفعليّ عليهم، بين حياة الطّفولة ومُتطلبات الرجولة أو الأنوثة للبنت، بين طُموحاته الزّائدة وتقصيرُه في الالتِزامات، بين غرائِزه والتّقاليد الاجتماعيّة.
  • الإحساس بالخجل والانطواء: الذي يُقلِّل من تفاعُله واندماجِه الاجتماعيّ؛ بسبب قسوة الآباء أو التدليل الزائد، وهذا يدفعُه للاعتِماد على الآخرين في حلِّ مشاكله.
  • الغضب والتوتر في تعاملاته مع الأهل: تأتي نتيجة رغبة المُراهق في تحقيقِ مطالبهِ بالقوّة والعنفِ الزّائد؛ ممَّا يسبِّب إزعاجاً كبيراً للمُحيطين به.
  • السلوك المزعج مع كل من يرفضه: فالمُراهق يرغب في تحقيقِ مقاصِده الخاصّة دون وجود أيِّ اعتبار للمَصلحة العامّة ومشاعر الغير، فينشَأ صِراع مُتكرر بينهُ وبين والِديه، فيصرُخ ويشتم و أحياناً يسرق، مراتٍ كثيرة يتلف المُمتلكات، يُجادل في أُمور لا تستَحق، يتورّط في مشاكِل داخل المنزل أو خارجه.
  • التنافس: رغم افتقار المراهق للوضوح والاتزان يدخل في تنافس بين أصدقائه لبَرهنةِ التّفوق الشخصي، وحينها يكتشِف المُراهق نقاط ضعفهِ، وتُصبح هذه النقاط محطّ خجلٍ للمراهق نفسه.
  • الصراع بين العفة والعاطفة الجنسية: ينشأُ المُراهق في مجتمعاتِنا الإِسلامية مع التشبّع بالكثير من معاني العِفة والاستِقامة، لكنَّه يشعُر وكأنَّه تحت ضغطٍ بسبب الجنسيّة العاطفيّة، وتجعل سُلوكه اليوميّ ميداناً للصِّراع والتّجاذب بين ما يتّصل بمعاني العِفَّة والشهوة.
  • يعيش المراهق كأنه حر و بلا قيد: فهو يكره القُيود والأَعراف الاجتماعيّة، ويرى أنها غير منطقيّة، ويظهرُ ذلك من خِلال ملابِسه، قصّة شعِره، عدم رغبَته في الجلوس مع الكبار،لا يختلط بالضيوف؛ لأنّهم يتحدّثون بمواضيع ليست من اهتِماماته، ويُريد أن يشعر أنّه شخص مُحترم بين أَعمامه وأَخواله وجيرانِه وأصدقاءِ أبيه.
  • صراعات المراهق مع الدراسة: فيما يتعلّق بالدِّراسة يقع المُراهق بين خياراتٍ مُتعدّدة غير مُرضية بالنِّسبة له حول اختيار التّخصُّص، ويجد صعوبات في اختيارِ التّخصص؛ لعدم وجود التّخصص الذي يريد في بلدهِ، وعدم تمكُّنه من دخول التّخصص الذي يُريد بسبب ضعفِ درجاته، أيضاً الضّغط من قبل والديهِ على دخول تخصُّصٍ مُعين لا يُريده.

الصراعات التي يعيشها المراهق مع الأهل

  • صراع بين مُغريات الطّفولة والرّجولة.
  • صراع بين شُعوره الشّديد بذاتهِ وشعور الحاجة للجماعة.
  • صراع قِيميٌّ بين ما يعلِّمهُ الأهل من أخلاق وبين المُغريات الموجودة أمامه.
  • صراع عائلي بين ميلهِ إلى التّحرُّر من قيود الأُسرة وبين سلطة الأسرة الضَّابطة.
  • صراع بين مثاليّة وأحلامِ المُراهق وبين الواقِع الذي يعيشُه.
  • صراع الأجيال، الذي عادةً ما يكونُ واضحاً حين يصرّ جيل الوالدين على تنشِئة أبنائهم بالطُّرق والأساليِب التي رُبّوا عليها.

أضرار الصراعات على المراهق

  • انطواء المُراهق على نفسه، يفضِّل العُزلة على الخلطة، وهذا مُؤشّر لبدايةِ الإِحباط.
  • كُره المراهق للشّخص الذي تسبّب في الصِّدام والصراع معه، ممّا يجعلُه خارج حياة المُراهق، وبالتالي فقدان التّواصل بينهما.
  • فقدان الشّهية والابتعاد عن الأكل، وبالتالي سوء التّغذية وقد يصل لمرض فقدان الشهية العصبي.
  • التّفكير في الهُروب من المنزل، النوم خارجه، اللجوء إلى شلَّة الأصدقاء.
  • الّلجوء إلى العُنف والعُدوانية، كردة فعل على الصِّدام معه.
  • مُحاولة إِيذاء نفسه، إلحاق الأذى بغيرهِ، كطريقةٍ للفتِ الأنظار، إثبات الوُجود أو بدوافع انتقاميّة.

علاج صراعات المراهقين بطريقة صحيحة

  • حاورهم يومياً حتى لو كان عن طريق الهاتِف عن أحداثهم اليوميّة، إنجازاتهم الحياتيّة، هذا يُكسبك ثقتهم، ويشعُرهم بالرّاحة وأهميتهم في حياةِ الأُسرة.
  • تواصل معهم بالحب، فالمُراهقون في أشدِّ الحاجةِ لمشاعرِ الأُبوة والأُمومة والرِّعاية دون شرط التّميّز والتفوّق، ويحبّون وجود الأهل من حولِهم وتقديمهم للحِماية والاِحترام لهم.
  • اتركهم لفترةٍ من الوقت، فهم يحتاجون للانفراد بنفسهم، لكن لا تنسحب كلياً، شاركهم شؤون حياتهم وبعضاً من أنشِطتهم اليوميّة، مثل مُشاهدة التلفاز أو القِراءة، أشعرهم بأنَّ وجودهم لا يُسبِّب مُشكلة في الحياة.
  • أشرك ابنك أو ابنتك المراهقة في المُناقشات العلميّة التي تتناول عِلاج مُشكلاتهما، عوّدهما على طرحِ ما يُشغلهما، شاركهما بعضاً من أنشطتِهما.
  • أحط ابنك و ابنتك بالأُمور الجنسيّة بصورة علميّة موضوعيّة، حتى لا يَقعا فريسة الجهلِ والضّياع من استشارةِ أصحاب السّوء.
  • شجّع المراهقين على المُشاركة في النّشاط التّرويحي المُوجّه، واتركهم يتعايشون مع جوِّ الرّحلات، وتعلُّم مفهوم التّسامح في مُحيط الأنديّة الرياضيّة والثقافيّة.
  • أعطِ أبناءَك المراهقين مساحة للنّقاش والحِوار معك، اسمح لهم باستضافة بعض الأصدقاء بالمنزِل، مع الحرص على التّعرف عليهم والجلوس معهم لبعضِ الوقت.
  • لا تتحدَّث معهم بعدوانيّة أو تتصرَّف معهم بعنف، حتى تعزّز ثقتهم في نفسهم.
  • حقّق لهم الأمان، وابعد عنهم مخاوف التّفكك الأُسري، والفشل الدراسي، قدّم لهم الحُبَّ والعدل في المُعاملة والاستقلاليّة، وبذلك تزداد فُرصك في التّفاهم معهم.
  • اجعل حديثك مع أبنائك المراهقين بلا تهديد، خفّف من سُلطتك عليهم، أعطهم الثقة بنفسهم بدرجةٍ أكبر من مراقبتهم ومتابعتهم من بعيد.
  • بصّر المراهقين بعظمةِ المسؤُوليات التي وقعت عليهم، علّموهم كيفيّة الوفاء بالأمانات، صوّب لهم المفاهيم الخاطِئة في ذهنهم، شجعهم على مُصادقة الجيّدين، أرشده لبعض طُرق حلِّ الأزمات.
  • أخبر ابنك وابنتك المراهقة بأنّهما انتقلا من مرحلة الطّفولة إلى مرحلةٍ جديدة، هي المراهقة والتّكليف، أنهما كَبرا وأصبَحا مسؤُولين عن تصرُفاتهما، بأنّ مسؤوُلياتهما ازدادت وحُقوقهما أيضاً.
  • إنّ المُراهقين أصبحو أعضاء مشاركين في الأُسرة ويُؤخذُ برأيهم، فاجعل علاقتك وطيدة وحميمة معهم، ادعمهم وشجعهم كلما قامو بسلوك حسن، لا تواجههم بأخطائهم على الملأ.
  • أعط المراهقين قدراً من الحُرّية بإِشرافك، اتفق معهم على احترامِ الوقت، لا تستخدم سلطتك إلا لمنع وقوعِ الأخطاء، أنصت إليهم وأجب عن تساؤلاتهم بمنطقٍ وحبّ.

شارك المقالة: