متى ينتهي سن المراهقة

اقرأ في هذا المقال


المرحلة المدرسية الثانوية بالنسبة للمراهقين


تُشكّل المرحلة المدرسيّة الثانويّة بالنسبة للمراهقين المرحلة الأخيرة من مرحلة المراهقة، فقد بدأ يُدرك أنّه قريباً سيقوم بتوديع مرحلة المراهقة والطّفولة، تُعتبر المُراهقة فترة عُبور ومُرور وانتقال مين مرحلة الطُّفولة إلى مرحلة الرُّشد والرُّجولة، فهي أكثر مراحل حياة الإنسان اضطراباً، إذ يستولي عليها القلق وعدم الاستقرار، تُسبب الكثير من المتاعب للمُربين والآباء، حتى أنّ بعض الدُّول والحكومات لم تعد قادرة على تحمُّل المصاعب التي يسببها المراهقون. يقع المراهقون تحت تأثير المواقف والانفعالات، إنّ أي صدمة يمرُّوا بها يمكن أن تُغير كل أوضاعهم وتقُودهم إلى الانحراف والخُروج عن المسار الصحيح.

علامات خاصة بمرحلة المراهقة

هناك العديد من العلامات التي تخص فترة المُراهقة، التي تظهر عند الذُّكور والإناث على حدٍ سواء، هناك بعض المظاهر والعلامات الخاصّة التي تختص بها الإناث عن الذكور، مثلها التي يختص بها الذُّكور عن الإناث.

  • التغيرات الجسمانية: التغيرات التي تتمثل في زيادة الإفرازات الهرمونيّة الذُّكورية عند الذكور، الأنثوية عند الإناث، إضافةً إلى ظُهور الشّعر في المناطِق الحسّاسة والإبطين.
  • التغيرات السلوكية: إذ يميل المُراهق في هذه المرحلة العُمريّة إلى حُب التجرُبة، الاستطلاع على كل ما هو جديد، البحث عن الاستقلالية الذاتية، هذا الأمر يتطور من خلال تكوين الصّداقات من البيئة الاجتماعيّة أو من البيئة المدرسيّة.
  • التغيرات الفكرية: إذ تتغيّر الطّريقة التي يُفكر بها الإنسان في هذه المرحلة، من خلال ما قام باكتسابه من معارف مختلفة، إضافةً إلى المعرفة التي يُكوِّنها المُراهق من حب الاستكشاف والاطِّلاع على التجارب المختلفة، الأمر الذي يجعله في طوُر تشكيل التوجُّهات الفكريّة الخاصة به.

متى تكون نهاية سن المراهقة

تختلف مدة فترة المراهقة الزمنية من مُجتمع إلى آخر، ففي بعض المجتمعات تكون قصيرة، في بعضها الآخر تكون طويلة، حيثُ تمتد وتشمل أكثر من عشر سنوات من حياة المراهق، لذلك قام العلماء بتقسيمها إلى ثلاث مراحل

  • مرحلة المراهقة الأولى: تبدأ هذه المرحلة من سن الحادية عشر وحتى الرابعة عشر، حيثُ تتميز بتغييرات بيولوجيَّة سريعة.
  • مرحلة المراهقة الوسطى: تبدأ هذه المرحلة من سن الرّابعة عشر وحتى سن الثامنة عشر، تُعتبر مرحلة اكتمال التغييرات البيولوجيّة.
  • مرحلة المراهقة المتأخرة: تنتهي مر حلة المراهقة مع نهاية هذه المرحلة، مع نهاية هذه المرحلة يكتمل نُضج المراهق من النواحي الاجتماعية والفكرية والنفسية والسلوكية، تبدأ هذه المرحلة من سنِّ الثامنة عشر وحتى سن الحادية والعشرين، إذ يُصبح الشاب والفتاة راشدين في التصرُّفات والمظهر.

كيفية التعامل مع المراهقين

من المعرُوف أنّه خلال مرحلة المُراهقة يحدُث العديد من التغيُّرات النفسيّة للمُراهق، هذا ما يجعل الآباء يقعُون تحت الضّغوُط، فسوء المُعاملة للمُراهقين في بعض الأحيان، يُؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطِئة من قبلهم، لذلك من المُفترض معرفة الطريقة السّليمة للتعامُل معهم.

  • احترام وجهة نظر المراهق: في مرحلة المراهقة تحدُث الكثير من التغيُّرات التي تجعل المُراهق مرتبكاً ومُشوشاً، تكون وجهة نظره غالباً تختلف عن أبويه، ذلك بسبب علمه المحدود وجهله وقُصور فهمه، هذا ما يدفع المراهق للاستبداد برأيه، على الوالدين أن يكُونوا صبورين في التّعامل معه، استيعابه، لإنصات إلى وجهة نظره وتقبلها إن أمكن ذلك، إرشادهم إلى الأُمور الخاطئة والعواقب التي ستواجهه إذا أصرَّ على رأيه.
  • التعامل بود لتكون قادراً على استيعاب المراهق: من الُمفترض التعامل مع المراهق بمحبة ورفق، هذه مرحلة حسّاسة يبني عليها المُراهق مُستقبله، من الأفضل محاولة التقرُّب منه ومعاملته كصديق والتّحدث معه بالمواضيع التي تُهمه وتشده مثل، كرة القدم، الموضة، الألعاب الإلكترونية، البحوث العلمية؛ لأنّ ذلك يقلِّل من الحواجِز التي تقع بين الآباء والمُراهقين، بالتّالي تزداد ثقتهم بنفسهم، يكونوا أكثر قُدرة على الاستماع لهم وتغيير وجهة نظرهم ، هذا ما يجعل المراهق أكثر تقبلُّاً لأراء ونصائح آبائهم.
  • الدعم المادي: إنّ تلبية احتِياجات المُراهق الماديّة مُهمة جداً في هذهِ المرحلة، يجب أن يكون هُناك اتِزان في الإنفاق مع المُراهق، فإذا لم يحصُل المراهق على مُتطلباته من المُمكن جداً أن يلجأ إلى الأعمال الغير المشرُوعة للحُصول على المال كالسّرقة، إذا حصل على المال بشكل زائد من المُمكن أن يلجأ أيضاً إلى أُمور سيئة بسبب الجهل، لذلك يجب التّحاور معه ومعرفة احتياجاته، الوُصول إلى نُقطة يتفق بها المُراهق مع الميزانية التي يحتاجها والتي تتوافق مع وضع الأُسرة المادي.
  • التركيز على الثقة وليسَ على الشك: الكثير من المراهقين يقعونَ في المشاكل، لكن على الأهل عدم تركيز اهتمامهم على المخاطِر التي قد يُواجهها ابنهم أو ابنتهم المراهقة أو على الأُمور السيّئة التي تمَّ اقترافها في الماضي، حتّى لو قامَ المراهق بخسارة ثقة أهله بشكل كبير، عليهم إعادة بناء وتطوير وإصلاح هذهِ الثقة، إذا شعرَ الأهل برغبة المراهق بالقيام بأمرٍ ما، عليهم التكلُّم عن هذا الأمر بشكل واضح، ثمّ طرح الأسئلة بدلاً من الذّهاب إلى الاستنتاجات مُباشرة.
  • استيعاب وفهم تطور المُراهقين: إنَّ المراهقون مُختلفونَ عن أهلهم، فدماغ المُراهق لا يزال في ينمو، بحيث يُعالج المعلومات بشكل مختلف عن الدّماغ النّاضج للبالغين، قد يبدو المراهق أطول من أمه أو أبيه ويبدو عليه النضوج في بعض النواحي، إلا أنّه غالباً لا يستطيع التفكير في الأمور على مُستوى البالغين، قد تؤدي الهرمونات التي تنتُج خِلال التغيُّرات الجسديّة في سن المراهقة إلى تعقيد الأُمور بشكل أكبر، إنَّ استيعاب التطوُّر الذي يمُر فيه المُراهقين، يُساعد الأهل على إيجاد طرق للبقاء على اتصال وتكوين علاقة قوية مع ابنهم أو ابنتهم المُراهقة والتغلُّب على المُشكلات معاً.
  • الهدوء وعدم الاستسلام: للمُراهقين صفات مُميزة مثل نّهُم يُحبونَ أن يدفعوا أهلهم للتفاعل معهُم بطريقة سلبيّة، يقومونَ بذلِك بعدة طُرق منها الإِغاظة، العِصيان، عدم الاستماع، كسر القواعد، الرفض، بالإضافة للمُساومة والاستفزاز، في هذهِ المواقف كُلّما شر الأهل بالغضب، سيشعر المُراهق بأنّ قوتهُ طغت عليهم، لذلكَ يجب عليهم الحفاظ على الهُدوء، كُلّما قلّ التفاعل والغضب ند الأهل، كُلما استطاعوا استخدام رأيهم وحُكمهم للتعامُل مع الموقف، أما إذا شعر الأهل بالغضب من تصرُفات ابنهم أو ابنتهم المُراهقة عليهم أخذ نفس عميق، تعلّم الاسترخاء، العد للرقم عشرة حتّى لا يزيد الوضع سُوءاً.

كيف أساعد المراهق حتى يصبح راشدا

  • اتخاذ القرارات الصحيحة والصائبة واحترام الآخرين.
  • التوقف عن الربط بين الرغبة والخيال.
  • طريق عبور المراهقة طويل يحتاج شخص مسؤول. 
  • دعم الأهل أبناءهم المراهقين الكبار في العبور إلى ضفة الرشد، عليهم قبول بعض القواعد التي تفرضها المرحلة، فالكثير من المراهقين بين سن الثامنة عشرة والعشرين لا يزالوا يعيشون تحت سقف الأهل، يتابعون دراستهم، يبحثون عن عمل، فهم لم يعودوا مراهقين ولكنهم ليسوا راشدين بعد، فهُم بين الرغبة في الاستقلالية والحاجة إلى الأمان في حُضن الأسرة.
  • أن يكون المراهق قادراً على مُواجهة المشكلات التي يواجهها بشكل منطقي، فمثلاً عندما يُواجه مشكلة مع أستاذه، على الأهل أن يفكّروا مُعه في إيجاد الحل، لا أن يُفكروا عنه ويقومون بحل المشكلة.

شارك المقالة: