ما هو مصطلح اليسار المعتدل؟

اقرأ في هذا المقال


مصطلح اليسار المعتدل: تعد سياسة يسار الوسط هي آراء سياسية تتردد إلى اليسار في الطيف السياسي بين اليسار واليمين، لكنها أقرب إلى الوسط من السياسات اليسارية الأخرى.

لمحة عن اليسار المعتدل:

يؤمن الأشخاص الموجودون في يسار الوسط بالعمل داخل الأنظمة القائمة لتحسين العدالة الاجتماعية، ويشجع يسار الوسط درجة من المساواة الاجتماعية التي يظن أنها قابلة للتحقيق عن طريق تشجيع تكافؤ الفرص، حيث يقوم يسار الوسط بالتأكيد أن تحقيق المساواة يحتاج مسؤولية شخصية في المناطق التي يهيمن عليها الفرد، عن طريق قدراته ومواهبه وكذلك المسؤولية الاجتماعية في المناطق الخارجة عن سيطرة الشخص في قدراته أو مواهبه.

ويعارض يسار الوسط وجود فجوة كبيرة بين الطبقات ويشجع التدابير المعتدلة للتقليل من الفجوة الاقتصادية مثل: ضريبة الدخل التصاعدية والقوانين التي تحظر عمالة الأطفال، وقوانين الحد الأدنى للأجور والقوانين المنظمة لظروف العمل والقيود على ساعات العمل وقوانين تضمن حق العمال في التنظيم، حيث يدعي يسار الوسط عادة أن المساواة الكاملة في النتائج غير ممكنة، ولكن بدلاً من ذلك فإن تكافؤ الفرص يحسن درجة من المساواة في النتائج في المجتمع.

وفي أوروبا يتألف يسار الوسط من الديمقراطيين الاجتماعيين والتقدميين والعديد من الاشتراكيين الديمقراطيين، حيث يتم التعبير عن الليبراليين الاجتماعيين بأنهم يسار الوسط لكن العديد من الليبراليين الاجتماعيين هم في أساس الطيف السياسي.

تاريخ اليسار المعتدل:

ظهر مصطلح “يسار الوسط” خلال “ملكية يوليو” الفرنسية في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وهي مرحلة سياسية تاريخية خلال مملكة فرنسا عندما حكم آل أورليان في ظل نظام شبه برلماني، حيث كان يسار الوسط متميزاً عن اليسار ويتألف من جمهوريين بالإضافة إلى يمين الوسط المكون من الحزب الثالث والعقائد الليبرالية المحافظة.

وخلال هذا الوقت كان يسار الوسط بقيادة أدولف تيير (رئيس حزب الحركة القومية الليبرالية) وأوديلون باروت الذي ترأس “معارضة الأسرة الحاكمة” الشعبوية، حيث كان يسار الوسط أورليانياً لكنه أيَّد التفسير الليبرالي لميثاق سنة 1830 والمزيد من السلطة للبرلمان والاقتراع الرجولي ودعم القوميات الأوروبية الصاعدة، حيث شغل أدولف تيير منصب رئيس الوزراء للملك لويس فيليب الأول مرتين في سنة 1836 و 1840، لكنه فقد حظوة الملك بعد ذلك وسقط يسار الوسط بسرعة.

وفي فرنسا خلال الجمهورية الثانية والإمبراطورية الثانية لم يكن يسار الوسط قوياً أو منظماً، ولكنه أصبح مرتبطاً بشكل عام بمجموعة الجمهوريين المعتدلين في البرلمان، أخيراً في سنة 1871 سقطت الإمبراطورية الثانية نتيجة للهزيمة الفرنسية في الحرب الفرنسية البروسية، وأعاد أدولف تيير تأسيس يسار الوسط بعد تأسيس الجمهورية الثالثة.

وهذه المرة كان يسار الوسط يتشكل من الجمهوريين المعتدلين الذين أطلق عليهم آنذاك “الانتهازيون” والليبراليون المناهضون للملكية والمتطرفون من الاتحاد الجمهوري، حيث خلال الجمهورية الثالثة كان يسار الوسط بقيادة شخصيات سياسية وفكرية مثل: جول دوفور وإدوارد رينيه دي لابولاي وشارل دي ريموسات.

وفي أماكن من أوروبا برزت حركات يسار الوسط منذ ستينيات القرن التاسع عشر وخاصة في إسبانيا وإيطاليا، ففي إيطاليا ولد يسار الوسط كتحالف بين الليبرالي كاميلو بينسو والتقدمي أوربانو راتازي رؤساء التجمعات اليمينية واليسارية على التوالي في البرلمان، حيث سُمّي هذا التحالف “الزواج”؛ نسبة لخصائصه الانتهازية.

وفي القرن ال 20 تم التفسير عن مواقف يسار الوسط من قبل الأحزاب الذين يؤمنون بالديمقراطية الاجتماعية والاشتراكية الديمقراطية، لكن العديد من الليبراليين أو الديمقراطيين المسيحيين كانوا متعلقين مع يسار الوسط. وحالياً تتحد أحزاب يسار الوسط في أوروبا في الحزب الديمقراطي الاجتماعي للاشتراكيين الأوروبيين، وحزب الخضر الأوروبي المتخصص في البيئة.

وعلى الرغم من صعود سياسات يسار الوسط في أوروبا القارية، لم تشهد بريطانيا ومستعمراتها إلى جانب الولايات المتحدة سوى صعود يسار الوسط في أواخر القرن ال 19 إلى أوائل القرن ال 20، حيث حدث انتشار الموقف بشكل أساسي بسبب صعود الاشتراكية< ممّا تسبب في الابتعاد عن الليبراليين لسياسات عدم التدخل إلى سياسات أكثر تدخلاً وممّا أدى إلى إنشاء الحركة الليبرالية الجديدة.

المواقف المرتبطة باليسار المعتدل:

الإيديولوجيات الرئيسية لليسار الوسط هي الديمقراطية الاجتماعية والليبرالية الاجتماعية (في بعض الأحيان عندما تقترن بإيديولوجيات أخرى يمكن اعتبارها وسطية)، أيضاً التقدمية والاشتراكية الديمقراطية (الأشكال المعتدلة) والسياسة الخضراء (يمكن أن تحدث تحت الأحمر- تحالف أخضر عند التعاون مع أطراف أخرى على اليسار).

المصدر: اليسار الفرنسي والحركة الوطنية الغربية، جورج أوفيد المستقبل العربي، محمد أحمدالمنافسة الحزبية فى مصر، صلاح سالم زرنوقةسقوط اليسار، مصطفى محمود


شارك المقالة: