ما هي مجزرة الدامور؟

اقرأ في هذا المقال


تعرضت الدامور وهي بلدة مسيحية مارونية على الطريق السريع الرئيسي جنوب بيروت، لهجوم من قبل مسلمين لبنانيين ومسلحين يساريين من الحركة الوطنية اللبنانية بمساعدة وحدات من منظمة التحرير الفلسطينية. لقد مات كثير من أهلها في المعركة أو في المذبحة التي أعقبت ذلك واضطر الآخرون إلى الفرار، حيث وقعت مذبحة الدامور في 20 كانون الثاني 1976 خلال الحرب الأهلية اللبنانية.

خلفية مجزرة الدامور:

كانت مذبحة الدامور رداً على مذبحة الكرنتينا في 18 يناير 1976 والتي قتل فيها الكتائب وهي مليشيا يمينية يغلب عليها المسيحيون ما بين 1000 إلى 1500 شخص. لقد كانت مليشيات الأحرار والكتائب المتمركزة في الدامور ودير النعمة قد قطعت الطريق الساحلي المؤدي إلى جنوب لبنان والشوف، مما جعلها تشكل تهديداً لمنظمة التحرير الفلسطينية وحلفائها اليساريين والوطنيين في الحرب الأهلية اللبنانية.
لقد حدث ذلك كجزء من سلسلة الأحداث خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي انضم فيها الفلسطينيون إلى القوات الإسلامية في سياق الانقسام المسيحي الإسلامي، وسرعان ما تم تقسيم بيروت على طول الخط الأخضر مع المسيحيين الجيوب من الشرق والمسلمون في الغرب.
في 9 يناير بدأت منظمة التحرير الفلسطينية حصارها على الدامور والجية ودخلت الجية من قبل منظمة التحرير الفلسطينية في 17 يناير. لقد قيل إن ياسر عرفات أراد إعدام قادة منظمة التحرير المحليين على ما سمحوا به.

أحداث مجزرة الدامور:

تم إعدام عشرين من رجال المليشيا الكتائبية واصطف المدنيون أمام حائط ورشوا بنيران المدافع الرشاشة، حيث تتراوح تقديرات عدد القتلى من 100 إلى 500 وكان من بين القتلى أفراد من عائلة إيلي حبيقة وخطيبته. بعد معركة تل الزعتر في وقت لاحق من ذلك العام أعادت منظمة التحرير الفلسطينية توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدامور. بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 طرد لاجئو الزعتر من الدامور وأعيد السكان الأصليون.
وفقاً لتوماس ل.فريدمان فإن لواء الكتائب الداموري الذي نفذ مجزرة صبرا وشاتيلا خلال حرب لبنان سنة 1982 سعى للانتقام ليس فقط لاغتيال بشير الجميل، ولكن أيضاً لما وصفه بعمليات قتل سابقة لشعبهم على يد شعبهم الفلسطينيون بمن فيهم سكان الدامور.
لقد أفاد شاهد عيان أن الهجوم وقع من الجبل خلف البلدة وقال الأب منصور لبكي وهو قس مسيحي ماروني نجا من المذبحة: “لقد كانت نهاية العالم كانوا يأتون آلاف وآلاف يهتفون الله أكبر الله أكبر، لذلك دعونا نهاجمهم من أجل العرب دعونا نقدم محرقة لمحمد” وكانوا يذبحون كل من في طريقهم من رجالاً ونساء وأطفال.

المصدر: آل الأسد وأسرار سقوط آخر الطغاة، أحمد زكيحياتي من النكبة إلى الثورة، نبيل شعثصراع الأمم وحروب الجيل الخامس، سيد عبد النبي محمدالتكوين التاريخي لنظام لبنان السياسي الطائفي، إميل شاهين


شارك المقالة: