إنّ الحديث النّبويّ الشّريف من أشرف العلوم بعد القرآن الكريم، وذلك بمكانته بالتّشريع الإسلاميّ فهو المصدر الثّاني في تشريع الأُمّة وقد هيّأ الله لهذا العلم رجال حملوه من جيل إلى جيل ليتمَّ اتّصال السند والرّواية فيه، وقد كانت بدايات الرّواية له من زمن الصّحابة وكان منهم رضي الله عنهم من حفظوه ونقلوه بلا تدوينٍ إلى التّابعين الّذين غيّروا في منهجية نقله بالتّدوين والرّواية، ولقد برز منهم رواةٌ كثرٌ ما زلنا نبحث في سيَرِهم حتى وصلنا إلى سيرة التّابعيّ أبي عمران الجَوْنِيّ فتعالوا نقرأ بسيرته مع الحديث.
نبذة عن أبي عمران الجونيّ
هو التّابعيّ الجليل،عبد الملك بنُ حَبِيب الأزديّ والّذي يُعرَفُ بأبي عِمران الجَوْنِيُّ، من التّابعين في الرّواية، كان من سكان البصرة، التقى بعدد من الصّحابة الأجلاء وروى الحديث النبوي الشريف عنهم، كان يعرف بوعظه وبحكمته في ذلك وكان مرجعاً لأهل الحديث النبوي الشريف في زمانه، كانت وفاته رحمه الله تعالى في العام الثّامن والعشرين بعد المائة من الهجرة النّبويّة كما ذكر الإمام الذّهبيّ وقيل في العام التّاسع والعشرين بعد المائة رحمه الله تعالى.
روايته للحديث
كان عبدُ الملكِ بن حَبيب من التّابعين الّذين رووا الحديث عن صحابة سول الله صلّى الله عليه وسلّم الحديثَ ومنهم: أنس بن مالك وجُنْدُب البَجْليِّ وعمرانِ بنِ حُصَيْن وغيرهم رضي الله عنهم كما روى عن جملة من التّابعين من أمثال: أبي بكرٍ بنِ أبي موسى وأبي أيوبَ المراغيّ وغيرهم رحمهم لله، كما روى من طريقه الحديث كثير من الرواة من أمثال: أبانُ العطَار وحمّادُ بن زيدٍ ووسليمانُ التّيميّ وهمّام بن يحيى وشعبة بن الحجّاج وجعفرُ بن سليمانَ وغيرهم وكان من أهل الثّقة في الرّواية روى له جماعة الحديث .
من رواية أبي عمران للحديث
ممّا ورد من روايةِ الحديث النبوي الشريف من طريق أبي عمران الجَوْنِيّ ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( قال يحيى، أخبَرَنا جعفرُ بن سليمانَ ـ عن أبي عِمرانَ الجَونيِّ عن أنس بن مالك قال: قالَ أنَسٌ وقَّتَ لنا في قصِّ الشَّارِبِ وتَقْليمِ الأظفارِ ونَتْفِ الإبِطِ وحَلْقِ العانَةِ أنْ لا نَتْرُكَ أكْثَرَ منْ أرْبَعينَ ليلة ))، من كتاب الطّهارة، رقم الحديث258.