أبو أمامة بن سهل والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كانَ لصحبةالنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فضلُ كبيرٌ على أصحابِهِ رضوانُ اللهِ عليهم ، ذلكَ باَنَّهم من نقلوا أحداثَ الإسلام الأُولى إلى القُرونِ منْ بَعْدِهم من القرآن الكريم وعلومِه والحديثِ النَّبويّ وعلومِه والسيرةِ النّّبويَّة، كما كان لَهم في روايَةِ الحديثِ النّبويِّ الفضل الكبير، ولأنَّ شرطَ الرّوية للنّبيِّ صلّى الله عليهِ وسلَّم مفروضٌ للصّحبة نتكلَّم اليوم عن راوٍ للحديثِ النَّبويِّ ولد بعهدِ النَّبيِّ عليهِ الصّلاة والسَّلام ولم يسمَع منه الحديث، فاخْتُلِف بِه ألا وهوَ أبو أُمامَة بنُ سَهلِ الأنْصارِيُّ، فتعالوا نقرأُ في سيرَتِه العطِرة.

نبذة عن أبي أمامة بن سهل:

هو الرَّاوي المُحَدِّثُ الجليلُ أبو أمامَةَ بنُ سهلِ بنِ حُنَيْفٍ الأُنصاريُّ، من رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، قيلَ أنّه ولِدَ على عهدِ النّبيّ صلَّى الله عليه وسَلَّم لكنّه لم يسمع منه، وقيل رآه ويكفي لفضل الصُّحبَة، وعدَّه بعضُ أهل العلم من التّابعين، وقد كانَتْ وفاتُه رضيَ الله عنه في العام المائة للهجرة النَّبويَّة يرحمه الله في الإسْكَنْدَرِيَّةِ.

روايته للحديث:

لقد كانَ الرّاوي المُحدِّثِ أبو أٍُمامَةَ بنُ سَهلٍ من رواة الحديثِ عنْ كثير من الصَّحابة الكرام كعبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ وزيدِ بنِ ثابتٍ وعبدِ اللهِ بنِ عمرو بنِ العاصِ وأنسِ بن مالكٍ وأبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ وأبيهِ الصّحابيِّ سهلِ بنِ حُنَيفٍ وعثمانَ بنِ عفَّانَ وأمِّ المؤمنينَ عائِشَةَ بنتِ أبي بكرٍ وعمرَ بنِ الخَطَّابِ وغيرِهم رضيَ اللهُ عنهم، كما روى منْ طريقِه الحديثَ كثيرٌ من الرُّواةِ منْ أمثالِ: ابنِ شهابٍ الزُّهريِّ وسعدِ بنِ إبراهيمَ وسلمة بن دينار وأبي جَعفرَ الخَطْمِيِّ ويحيى بنِ سعيدٍ الأنْصاريِّ ومحمّدِ بنِ المُنْكَدرِ وأبي الزِّنادِ وغيرِهم يرحمهم الله وكانَ من ثقاتِ الرّواية للحديث يرحمه الله.

من رواية أبي أمامة بن سهل للحديثِ:

ممّا وَرَدَ منْ روايَة الحديثِ عن أبي أُمامَةَ بنِ سهلِ بنِ حنيفٍ ما أورَدهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحَجَّاج يرحَمُه اللهُ في صَحِيحِه: (( حدّثَنا سعيدُ بنُ يحيَى الأُمَوِيُّ، حدَّثَنِي أبِي، حدَّثَنا عُثمانَ بنُ حَكيمٍ بنِ عبَّادِ بنُ حُنَيْفِ الأنْصارِيُّ، أخْبَرَنِي أَبُو أُمامَةَ بنُ سهلِ بنِ حُنَيْفٍ، عنْ المسورِ بنِ مَخْرَمَةَ قالَ: أقْبَلْتُ بِحَجَرٍ أَحْمِلُهُ ثَقِيلٍ، وعَلَيَّ إزارٌ خَفيفٌ. قالَ فانْحَلَّ إزَارِي، ومَعِي الحَجَرُ لمْ أَسْتَطِعْ أنْ أَضَعَهُ حتَّى بَلَغْتُ بِهِ إلى مَوْضِعِهِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسّلَّمَ: ( ارْجِعْ إلى ثَوْبِكَ فَخُذْهُ، ولا تَمْشُوا عُراةً) من كتاب الحَيْضِ، رقمُ الحديثِ341/78 )).


شارك المقالة: