ما زلنا نبحث في رواية أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للحديث النّبويّ، الّذين هم العدول الثقات، الّذي يتصل الحديث منهم وينقطع بانقطاعهم، وهمْ كُثر نسأل الله تعالى أن نوفّيهم شيئاً من حقهم بالكتابة عنهم، ونصل إلى راوٍ لحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ممّن رآه وحدّث عنه عليه الصّلاة والسّلام، إنّه أبوحُمَيد السّاعدي رضي الله عنه وأرضاه فتعالوا نقرأ في سيرته.
نبذة عن أبي حميد
هو الصّحابي الجليل أبو حُمَيْد عبدالرحمن الساعديّ، وقيل اسمه المنذر، من الأنصار، فقيه ومحدّث للحديث، وذكر ابن حجر العسقلانيَ أنّه شهد مع النّبي محمد صلّى الله عليه وسلّم غزوة أحد ومشاهد الغزوات والفتح بعدها، له فضل بين صحابة رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلّم في رواية الحديث النّبويّ ونقله، توفي رضي الله عنه في المدينة المنورة في العام الستين للهجرة النبوية، وقيل في بضعٍ وخمسين سنة مضت من الهجرة النبوية.
روايته للحديث
كان الصّحابي الجليل أبو حمَيْد الساعدي من رواة الحديث الشريف، وقد جَمع له أصحاب الحديث 26 حديثاً نبويّاً، روى له الشيخان البخاريّ ومسلم وجماعة الحديث، ونجد له مسند في أحاديثه في مسند بقيّ بن مخلد.
روى أبو حُمَيْد الساعدي الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لرؤيته وعن عدد من الصّحابة رضوان الله تعالى عليه مثل: جابر بن عبدالله، ومن التابعين عروة بن الزّبير بن العوّام، ومحمّد بن عطاء وحفيده المنذر ويزيد بن زيد وغيرهم، واشتهر بحديثٍ في صفة صلاة النّبيّ محمد صلّى الله عليه وسلّم.
من حديث أبي حميد
من ما ورد من الحديث النّبويّ الشريف برواية الصّحابي الجليل أبي حميد ما أورده الإمام مسلم في صحيحة من طريق عروة بن الزبير عن أبي حميد أنّه قال : (( استعمل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ابن اللتبية رجل من الأزدر على الصدقة فجاء بالمال فدفعه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: هذا مالكم وهذه هدية أهديت لي فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أفلا قعدت في بيت أبيك وأمّك فتنظر أيهدى لك أم لا)، ثمَّ قام النبي صلّى الله عليه وسلّم خطيباً))