أبو مسهر الغسّاني

اقرأ في هذا المقال



لقد كانَ لعلمِ الحديثِ انتِشارٌ واسعٌ وذلِكَ لأهميَّتِهِ في تشريعِنا الإسلامِيِّ وإهتمامِ عُلَماء الأمَّةِ بِتَعلُّمِهِ ونقلِهِ لحفظِه من الإندِثار، ولقدْ كانَتْ بداياتُهُ عندَ صحابَةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في المدينَةِ المُنَوَّرَةِ وما حولَها وما أنْ تُوُفِيَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وانتَشَر الصَّحابَةُ في المُدُنِ والأمصارِ الإسلاميَّة حتَّى انتَشَر الحديثُ معَهْ فوَصَل إلى العراق وبلادِ الشّام وخراسانَ وغيرها، وفي سياقِ حديثِنا عنْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ سنُسافِرُ مَعَكُم إلى بلادِ الشَّامِ للبحثِ عنِ الرَّاوي أبي مُسهٍرٍ الغَسَّانِيِّ فتعالوا معنا.

نبذة عن أبي مسهر الغسّاني:

هوَ الرَّاوي المُحَدِّثُ أبو مُسْهِرٍ، عبدُ الأعْلَى بنُ مُسهِرِبنِ عبدِ الأعْلِى الغَسَّانِيُّ، منْ رواةِ الحديثِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ رَحِمَهُمُ اللهُ، منْ أهلِ الشَّامِ، وُلِدَ في العامِ الأرْبَعينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ وقرأَ القُرآنَ على كثيرٍ منَ العُلماءِ وانشغلَ في طلب الحديثِ فحدَّثَ عن كثيرٍ منَ التَّابعينَ، حتَّى لُقِّبَ بشْيخِ الشَّام وكانتْ وفاتُه بعدَ محنَةٍ لَهُ في سجنِ المأمونِ بنِ هارونَ الرَّشيدِ في مسأَلَةِ خلْقِ القٌرآنِ الكريم عنْدَما رفضَ الكلامَ بخلْقِهِ وسجنَ حتَّى ماتَ وكانتْ وقاتُهُ في العامِ الثَّامِنِ عشْرَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ يرْحَمُهُ اللهُ.

روايته للحديث:

كانَ أبو مُسْهِرٍ الغَسَّانِيُّ منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ منْ أتْباعِ التَّابعينَ وقدْ رَوَى الحديثَ عنْ كثيرٍ منَ المُحَدِّثينَ منْهُم: مُحَمَّدِ بنِ حرْبٍ ويحيَى بنِ حَمْزَةَ الحَضْرَمِيِّ وسعيدٍ التَّنوخِيِّ وأحمَدِ بنِ عمرٍو أبنِ السَّرْحِ وإسْماعيلُ بنُ عبدِ اللهِ العَدَوِيِّ وعبّادِ بنِ عبَّادٍ الخَوَّاصِ وإسْماعيلُ بنِ عيَّاشٍ ومالِكِ بنِ أنَسٍ وغيرِهِم.

أمَّا منْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ أبي مُسْهِرٍ الغَسّانِيِّ فَمِنْهُم: محمّّدُ بنُ يوسُفَ البُخارِيُّ وإسْحاقُ بنُ منْصورٍالتَّميمِيُّ وأبو بكْرِ بنِ إسْحاقَ الخُراسَانِيُّ ومُحَمَّدُ بنُ الوليدِ الدِّمَشْقِيُّ وعبدُ السَّلامِ بنُ عَتِيقٍ وغيرِهمْ كما روى عنهُ العلمَ أحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ ويحْيَى بن مَعينٍ.

من رواية أبي مسهر للحديث:

مِمَّا ورَدَ منْ روايَةِ الحديثِ منْ طريقِ أبي مُسْهِرٍ الغَسَّانِيِّ ما أورَدَهُ الإمام مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ يرْحَمُهُ اللهُ في الصَّحيحِ منْ كِتابِ الأضاحِي: (( وحدَّثَنِي إسْحاقٌ بنٌ منْصورٍ، أخْبَرَنَا أبو مُسْهِرٍ، حدَّثَنا يَحْيَى بنُ حَمْزَةَ، حدَّثَنِي الزُّبيدِيُّ، عنْ عبدِ الرَّحمنِ بنِ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، عنْ أَبِيهِ عنْ ثَوْبانَ ـ مولَى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ـ قالَ: قالَ لِي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ: ( أَصْلِحْ هذَا اللَّحْمَ ). قالَ: فأَصْلَحْتُهُ، فَلَمْ يَزَلْ يأكُلُ مِنْهُ حتَّى بَلَغَ المّدِينَةَ )) رقمُ الحديثِ 1975/36.


شارك المقالة: