يعتبر الذِّكر من أحبّ العبادات التي يؤديها المسلم إلى الله تبارك وتعالى، كما وتعتبر الأذكار من أهم الموضوعات التي تُعبّر عن حاجات ومُتطلبات العِباد في يومهم، وتوجد الكثير من الأدعية التي تتوافق وظروف الحياة إلى جانب مناسباتها، حيث أنَّ الأذكار تعمل على تجديد الإيمان وكذلك تقويته في قلب الفرد المسلم، وتقوية صِلَه العبد بالخالق جلَّ وعلا.
ما هي أحب الأذكار إلى الله
توجد العديد من الأدعية التي يُحبها الله تبارك وتعالى، وتعتبر بمثابة أذكار يقولها المسلم في يومه، وفيما يلي أهم الأذكار التي يُحبها الله تبارك وتعالى:
- التسبيح، حيث يعتبر التسبيح من بين الأذكار الأحب إلى الله تبارك وتعالى؛ لما لها من الفضل العظيم الذي تغمر به الفرد المسلم عند قوله لها، حيث يقول المسلم في هذا الذكر: “سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم” وورد عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أنَّه قال بفضل هذا الذكر: “كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ“.
- ذِكر التهليل، حيث أنَّ لذكر التهليل الكثير من الفضائل التي يَكسبها المسلم عند قوله لها، ومن بينها أنَّها سبب لدخول الفرد إلى الجنة، وترفع به بحسناته وتمحو عنه سيئاته وتغفر له خطاياه، وتفكّ الكَرب وتُزيل الهموم وغيرها، حيث يقول المسلم عند التهليل: “لا إله إلّا الله، وحده لا شريك له، له المُلك، وله الحمد وهو على كُلِّ شيء قدير“، وفي هذا الذكر الاعتراف الكامل بأنَّ الله تبارك وتعالى هو الإله المعبود الوحيد، وأنَّه ما في السموات وما في الأرض هو مُلك لله وحده، وأنَّه هو فقط القادر على فعل المستحيلات وفعل كلِّ شيء.
- الحوقلة، حيث أنَّ لذِكر الحوقلة الكثير من الخصال الحميدة والآثار الطيّبة التي تعود على نفس الفرد المسلم عند قوله لهذا الذِكر، حيث يقول المسلم في ذِكر الحوقلة: “لا حول ولا قوَّة إلّا بالله“، وقال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في فضل قول المسلم ذِكر الحوقلة: “ألَا أدُلُّكَ على كلِمَةٍ مِنْ تحتِ العرشِ، مِنْ كنزِ الجنةِ ؟ تقولُ: لا حولَ ولَا قوةَ إلَّا باللهِ، فيقولُ اللهُ: أسلَمَ عبدي واسْتَسْلَمَ“.
وأمَّا عن مفهوم الحوقلة فإنَّها تُعني: تبرئة الفرد المسلم لنفسه وهذا من قدرته على الامتناع والصدّ عن المعصية إلى جانب الإقدام على فعل الطاعة، إلّا بفضل من الله تبارك وتعالى وقدرته إلى جانب منَّته.
- الصلاة على النبي، حيث أنَّ للصلاة على رسول الله محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتمِّ التسليم، الكثير من الفوائد والفضائل التي تعود على نفس قائلها ومُردّدها، حيث أنَّ الصلاة على النبي تفكّ العُقَد وتمحو الخطايا، وتزيل الهموم وتُفرّج الكُروب، حيث يقول المسلم في ذِكر الصلاة على النبي: “اللَّهُمَّ صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين“.
وتعمل الصلاة على رسول الله كذلك على رفع درجة الفرد المسلم وتمحو السيئات، وتعمل أيضاً على القرب من منزلة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في الجنَّة، وتكفي المسلم من همومه كما ذكرنا أعلاه.
- الاستغفار، حيث أنَّ ذِكر الاستغفار له الكثير من الخِصال والفوائد التي تعود على المسلم بالخير والبركة، ويمحو الاستغفار الذنوب المختلفة والخطايا التي يرتكبها المسلم، وتقرِّبه من الله تبارك وتعالى، ويقول الله تبارك وتعالى في فضل الاستغفار: “وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى“، ولهذا فإنَّ الاستغفار أحد أسباب سعة الرزق والفرج وحفظ الله تبارك وتعالى للعبد.
- التكبير، وهذا من خلال قول المسلم: “الله أكبر“، أي أنَّ الله تبارك وتعالى أكبر من أي شيء في هذا الكون، وفي قول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل في فضل التكبير: “وَقُلِ الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً“، وهذا يدل على أهمية التكبير العظيمة، ولأهميته فقد جعل الله تبارك وتعالى هذا الذكر نفتتح به الصلاة وتعتبر أيضاً من شعائر العيدين، حيث يعتبر التكبير من أهم الأذكار.
- ذكر الحمد، وهذا من خلال قول المسلم: “الحمد لله ربِّ العالمين“، ومن فضل الحمد أنَّ الله تبارك وتعالى قد افتتح به القرآن الكريم في سورة الفاتحة، إلى جانب بعض من السور القرآنية الأخرى، ويقول الله تعالى في محكم التنزيل: “تَرَى المَلآئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالحَقِّ وَقِيلَ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ” سورة الزمر الآية 75.