نزل القرآن الكريم بلغة العرب، وجاء بما هي عليه من خصائص هذه اللغة، فلم يغير القرآن الكريم بقواعدها أو بخصائصها، فأسلوب الاستفهام أحد هذه الأساليب.
مفهوم الاستفهام
الاستفهام مصطلح أصله من فهم، وهو طلب معرفة شيء مجهول، مثال ذلك: هل تملك منزلاً؟ فإما أن تجيب بالنفي أو بالإيجاب.
أحرف الاستفهام
للاستفهام حرفان هما:
أولاً: الهمزة: وتستعمل لطلب الاستفهام عن مفرد، ويجب أن يأتي بعدها (أم) لتعطف على ما قبلها، كأن تقول: أأنت خالد أم محمد؟ وقد يأتي بعدها جملة اسمية أو فعلية، مثل: أحضر محمد؟ أو أن تقول أأحمد في المنزل؟، وتستعمل أيضاً لطلب الاستفهام عن تصديق حقيقة نسبة فعل أو صفة، كقوله تعالى: “وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ” (سورة المائدة:116).
ويكون الجواب على الهمزة إذا كان بالنفي بـ(نعم)، وإذا كان الجواب عليه بالإيجاب فيقال (بلى)، كما في قوله تعالى: “وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” (سورة البقرة:260)
ثانياً: هل: وقد جاء ذكرها في القرآن الكريم ثمانين مرة تقريباً، وتختص بأنها تدخل على الجملة الاسمية والفعلية، وطلب التصديق فقط ويجاب عنها بنعم، ولا تدخل على الفاء والواو ولا تدخل على إن.
أسماء الاستفهام
1- من، ومنذ: ويستفهم بهما عن العاقل، مثل قوله تعالى: “وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا” (سورة النساء:87).
2- ما، وماذا: ويستفهم بهما عن غير العاقل، نحو قوله تعالى: “قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ” (سورة يوسف:71).
3- متى: وتأتي للاستفهام عن الزمان بشكل عام.
4- أيان: ويستفهم بها عن زمان أمر عظيم في المستقبل.
5- أنى: ومعناها من أين.
6- أين: وتستخدم للاستفهام عن المكان.
7- كيف: ويستفهم بها عن الحال.
8- كم: ويستفهم بها عن العدد.