أنواع الدعاء إلى الله تعالى

اقرأ في هذا المقال


يتضمن الدعاء على أنواع تتفرع منه، ويعود كل نوع من تلك الأنواع إلى الحاجة التي يطلبها الفرد من ربِّه جلَّ وعلا.

ما هي أنواع الدعاء إلى الله تعالى

يُعرَّف الدُعاء على أنَّه إمالة الشيء إلى الشخص بصوت وحديث يكون منه، حيث يأتي بالعديد من التعريفات والمعاني ومنها الطلب والسؤال وهو أن يطلب الفرد المسلم من الله ما يرجوه، حيث قال الله تعالى في محكم التنزيل: “هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ“، سورة آل عمران/ الآية: (38).

ويأتي أيضاً الدعاء على أنَّه العبادة، كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ“، سورة القصص/ الآية: (88).

والدعاء هو الاستغاثة والاستعانة، وهو أن يستغيث الفرد المسلم ويستعين فقط بالله تبارك وتعالى القادر على فعل المعجزات والذي يقول لأمره كُن فيكون، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ“، سورة البقرة/ الآية: (23)، كما ويأتي معنى الدعاء على أنَّه القول والنداء والتوحيد والثناء، وهو طريقة تواصل العبد المسلم مع ربه وخالقه جلَّ جلاله.

وللدعاء البعض من الأنواع والتي تعود على حسب ما يطلبه الفرد المسلم من الله تعالى، حيث أنَّ كافة الأدعية المذكورة في كل من القرآن الكريم وفي السنة النبوية المطهرة تتناول نوعين من الأدعية، وهما على النحو التالي:

  • دعاء العبادة.
  • دعاء المسألة.

لذا فإنَّ الدُعاء المتواجد في كتاب الله تعالى يُراد به دعاء المسألة مرّةً ودُعاء العبادة مرّةً، وفي حين يُراد بها الجمع بينهما مرّة أخرى.

شرح معنى دعاء المسألة

نستخرج أنَّ للدعاء نوعين فقط وهما المسألة والعبادة، وهما نوعين متلازمين، وبالتالي إذا أريد بالدعاء دعاء المسألة والطلب فإنَّه يدل في النهاية على أداء العبادة وهذا من خلال وسيلة التضمن؛ ويعود السبب في هذا إلى أنَّ الداعي بدعاء متضمناً على مسألة معينة فإنّنا نجده عابداً لله جلَّ جلاله في دُعائه، وبسؤاله وبحاجته وبتضرعه إليه كذلك، فهو في النهاية يرجو من الله تبارك وتعالى أن يقبل دعوته.

ويعمد إلى قضاء وإشباع رغبته وحاجته، ومقترناً بخوفه من طرده وعدم قبول ما طلبه من الله جلَّ جلاله، وبالتالي فإنَّ هذا الأمر هو المهم ويعتبر لبِّ العبادة والأمر الجَلل، وبالتالي فإنَّ كافة الآيات القرآنية التي تتضمن فيها الدعاء مُراداً ومَقصداً به دعاء المسألة، فإنَّها تدل وتوضح بطريق التضمن على دُعاء العبادة.

شرح معنى دعاء العبادة

أمَّا إذا كان المراد هو دُعاء العبادة فإنَّه يدل على الدعاء المتضمن على مسألة بطريق دلالة الالتزام؛ ويعود السبب في هذا إلى أنَّ الفرد المسلم كالذي يذكر الله تبارك وتعالى على سبيل المثال، فهو في أصل الأمر طالباً لله تعالى وسائلاً له، وبالتالي فإنَّه يسأله دخول الجنة والفوز بها، وبالتالي البُعد تمام البُعد عن دخول النار والنجاة منها كذلك، وبالتالي يُعني هذا الأمر أنَّ العبد يعبد الله تبارك وتعالى وهذا خوفاً من العقاب الذي قد يوقعه عليه، إلى جانب الطمع في نيل رحمة الله وشموله بها.

وفي النهاية فإنَّ العبد لا يخلو أبداً في ذاته من الخوف إلى جانب الرجاء؛ ولهذا الأمر فإنَّنا نجد بأنَّ العبادة تتطلب كل من السؤال إلى جانب الطلب، وبالتالي إذا كان المقصود من الدعاء العبادة، فإنَّه في النهاية يدل على دعاء المسألة بشكل إلزامي.

وبالتالي فإنَّ للدعاء الكثير من الفضائل والفوائد التي يُغمر بها العبد المسلم عند الدعاء؛ وهذا لأنَّ الدُعاء هو عبارة عن ذلك الرابط والصلة التي تعمل بحد ذاتها وهذا على تقريب العبد المسلم من ربِّه جلَّ جلاله، وهذا بصرف النظر عن كون الدُعاء هو دُعاء المسألة أو دُعاء الطلب؛ لأنَّ الدُعاء هو عبارة عن الرغبة إلى الله تبارك وتعالى، أو حتى العمل على إظهار سبب التذلل والهدف منه، إلى جانب الاعتراف الكامل بأنَّ الفرد العبد المسلم مُفتقراً إلى الله تبارك وتعالى إلى جانب الاستكانة له أيضاً.


شارك المقالة: