أولاد النبي

اقرأ في هذا المقال


عندما تزوج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد وهي أول امرأة يتزوجها ولم يتزوج عليه السلام من غيرها إلَّا بعد وفاتها، وقد أنجب منها كل أولاده إلَّا إبراهيم ، و قد ولدت له :
أولاً القاسم – وبه يكنَّى عليه السلام باسمه ، ثمَّ ولدت له زينب، ومن ثمَّ رقية، ومن ثمَّ أم كلثوم ، ومن ثمَّ فاطمة ،وعبد الله، وكان هناك لقب لعبد الله يلقب به وهو الطيب والطاهر، ومات جميع بنوهُ كلهم في صغرهم ، أمَّا بناته فجميعهنَّ أدركنَ الإسلام فأسلمن وهاجرن إلى المدينة ، إلَّا أنَّ الوفاة أدركتهم كلُّهم في حياته سوى فاطمة ، فقد تأخرت بعد ستَّة أشهر ثمَّ لحقت به.

أولاد النبي من الذكور

للنبي صلى الله عليه وسلم من الأولاد ثلاثة من الذكور؛ وهم:

القاسمُ: وهو أوّلُ أولادِ النبي وولد قبل ظهورِ نبوّته، وهو أوّل من وافته المنيةُ من أولاده وأنتقل إلى الرّفيق الأعلى، وكان يكنّى عليه السلام بأبي القاسمِ نسبةً إليهِ.

عبدالله: كان يلقب عبد الله بلقبين: لقبُ الطّيب ولقب الطّاهر، ووردت العديد من اختلافات عن ولادته، هل أنَّه وُلد قبل النّبوة أم ولد بعدها، ولكن الأرجح من القول أنّ عبدالله ولد بعد النّبوّة، وتوفي وهو لا يزالُ صغيراً في مكّة المكرّمة.

إبراهيم: ولد إبراهيم في شهرِ ذي الحجّة من السّنةِ الثّامنةِ للهجرةِ، وكانت حياتهُ قصيرةً، لأنَّ المنية قد وافتهُ وهو في صغره في مرحلة الرّضاعة، حيث النبي صلى الله عليه وسلَّم عندما توفي إبراهيم حينها قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين : “إنَّ إبراهيمَ ابني، و إنَّه مات في الثَّدْي، و إنَّ له ظِئْرَيْنِ يُكْمِلَانِ رضاعَته في الجنةِ”، وفي نفسُ اليومِ الذي توفّي إبراهيم فيهِ وقعت حادثة مهمَّة وهي حادثةُ كسوفِ الشّمسِ، فظنّ وقتها النّاس أنّ الشّمس انكسفت لموتِ إبراهيم، و قد تداولت الأقوال في ذلك، ثمّ إنَّه كان هناك ردٌّ من رسول الله حينها أنّ أقوالهم كانت خاطئة، بيّن هذا في الحديث الشّريف الذي رويعن رسول الله محمد عليه الصَّلاة والسَّلام: (كُسَفَتِ الشَّمْسُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ مَاتَ إبْرَاهِيمُ، فَقالَ النَّاسُ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إبْرَاهِيمَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ فَصَلُّوا، وادْعُوا اللَّهَ) صدق رسول الله.

أولاد النبي من الإناث

إنَّ للنبي محمد صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم أربع أولاد من بنات وهنَّ:

أولاً زينب: وهي أكبر ابنة عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكانت قد ولدت في السّنة الثّلاثين من ميلاد نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، وكانت السَّيدة زينب قد تزوجت من أبي العاص بن الرّبيع، فعرفَ أنهَُّ من أكثر الرجالِ في مكّة أمانةً، وكان صاحب مالٍ وافرٍ، ويتميّزُ ببراعةتهِ في التّجارةِ، وكان أبو العاص على قرابةٍ من السّيدة خديجة، فهو ابن أخت السيدة خديجة، وقد تمّ زواجهم على رغبةٍ شديدةٍ من السّيدةِ خديجة، حيث يعدّ أبو العاص بن الرَّبيع عند السيدة خديجه بمثابة ولدٍ لها رضوان الله عليها، وبعد ظهورِ نبوّةِ رسولِ الله آمنت رضي الله عنها السّيدة خديجة مع بناتها، إلّا أنّ زوج زينب أبو العاص لم يدخل الإسلام، وكان لهم من الأولاد: عليّ وأمامة.

وتوفّي عليٌّ بعد وفاة أمِّهِ السّيدة زينب التي توفيت في السّنة الثّامنة للهجرة، أمّا عن أمامة توفيت أمّها وكانت لا تزال في العمر صغيرةً، وكان رسول الله يعتني بها في صغرها بشكلٍ شديدٍ، ويعطف عليها بكثرةٍ، وتزوّجها علي بن أبي طالب، وذلك عندما توفيت خالتها السيدة فاطمة رضي الله عنها وأرضاها، ثمّ أنَّها بعد استشهاده تزوجت مرَّةً أُخرى ، وعن والدها أبو العاص توفي في السّنة الثّانية عشر بعد أن توفت زوجته بأربع سنين، وقد اعتنق الإسلام قبل وفاتهِ وعاد عندها إلى السيدة زينب رضي الله عنها.

رقيّة: ولدت رقيّة في السّنة الثّالثة والثّلاثين من مولد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، وكانت صاحبةُ جمالٍ شديدٍ ، وقد تزوجت من الخليفة الصَّحابي الجليل عثمان بن عفّان رضي الله عنهما في مكّة المكرّمة، هاجرت مع زوجها إلى الحبشة، ومن ثَمَّ هاجرت معهُ إلى المدينة المنورة، ولهم من الأولاد ((عبد الله، وعمرو))، وعندها كني عثمان بن عفّان بأبي عبد الله، لكنَّهُ توفي عندما بلغ من العمر ستّ سنوات، وبعد ذلك تغيرت كنيتهُا إلى أن أصبح يكنّى بابنه عمرو، وتوفيت السّيدة رقيّة عندما أصيبت بمرضٍ أحلّ بها، وتزامن ذلك مع مجريات ووقوع معركة بدر، لكن عند حصول ذلك طلب رسول الله من زوجها عثمان أن يبقى معها، ولا يذهب للمعركة للقتال، وبشّر النبي عليه الصلاة والسلام سيدنا عثمانَ بن عفَّان أنّ له أجر حضورِ بدرٍ.
أمّ كلثوم: وكانت تعرف بهذه الكنية ، ولم يرد أيُّ اسمٍ لها ،أم كلثوم تزوّجت من الصَّحابي عثمان بن عفّان بعد وفاة أختها رقيّة وذلك في السّنة الثّالثة للهجرة، ولهذا السَّبب لقّبَ عثمان بن عفّان (بذي النّورين) ؛ لزواجه من رقيّة وأم كلثوم ابنتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وما كان لها من الأولاد ايُّ أحدٍ، توفيت في السّنة التّاسعة من الهجرة، حيث صلّى عليها رسول الله وكانت دموع النبي الشريفة تتساقط من عيناه من شدّةِ حزن النَّبي عليه الصلاة والسلام عليها.

فاطمة: حلّت كثير من الأقوال والاختلافاتِ في سنة ولادة سيدتنا فاطمة الزهراء ، فهناك من قال أنَّها ولدت قبل النّبوّة بخمس سنين، وقيل أيضاً في السّنة الواحدةِ والأربعينَ من ميلاد سيدنا محمد صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم، وتزوَّجت من سيدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه في السّنة الثّانية للهجرة، وأنجبت لهُ من الأولادِ الذّكور:(( الحسن، والحسين، والمحسن))، وعن المحسن فقد توفيَ عندما كان صغيراً، وأنجبت له من الإناث: ((أمّ كلثوم، وزينب))، وتزوّجت أم كلثوم ابنة السيدة فاطمة الزهراء من الخليفة عمر بن الخطّاب رضي الله عنهُ، وأنجبت أم كلثوم له من الأولاد:(( زيداً، ورقيّة))، في حين أنَّ زينب تزوجت من عبد الله بن جعفر، وأنجبت له عديداً الأولاد، وكان لفاطمة الزهراء مكانةً خاصَّةً عند رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلِّم، فكان يحبّها حبّاً شديداً، فكان يفرح إذا فرحت، وكان يرضى إذا رضيت، وكان يغضب إذا غضبت، وعدّها رسول الله بأنّها سيّدةُ نساءِ هذه الأمّة، وتوفيت بعد وفاة الرَّسول عليه الصلاة والسلام بستّةِ أشهرٍ.


شارك المقالة: