إبراهيم النخعي والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كان لهم في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أُسوةٌ حسنةٌ، تتبّعوا آثارَهُ وحديثَهُ لازَموا أصحابَه رضوان الله عليهم، فلم يمُتِ الصّحابة إلا وأخذوا منهم ماسمعوه من النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ارتحلوا إليهم لأنّهم يعلمون أنّهم بوّابة الحديث النّبويِّ الشّريف ولا اتّصال لسنده إلّا بهم، تخرجوا من مدارِسهم المضيئَةُ بوحي نبيِّهم، إنّهم التّابعون، خيرٌ جيل بعد الصّحابة ولا زلنا نبحث في سِيَرِهم وآثارِهم حتى وصلنا إلى راوٍ منهم إنّه إبراهيمُ النّخعيُّ فتعالوا نقرأ في سيرته.

نبذة عن إبراهيم النّخعي

هو: التّابعيُّ الجليلٌ، إبراهيمُ بنُ يزيدَ بنِ قيسٍ النّخعيُّ، من رواة الحديث النّبويّ الشّريف، من أهل الكوفة بالعراقِ، كانت ولادَتُهُ في العامِ السّابعِ والأربعين من الهجرة وكان من أصحاب الفتوى في زمنه وكانّ من أكثر الفقهاءِ إحاطةً بعلمِ عبداللهِ بنِ مسعودٍ وكان من الزّهادِ والمكثرين من العبادة ورويَ عنه أنّه كانَ أعور العينِ وكانت وفاتُه رحمه الله في العام السّادسِ والتّسعين من الهجرة عن عُمُرٍ يناهز السابعة والخمسين.

روايته للحديث

كان إبراهيمُ بنُ يزيدَ النّخعيُّ من التّابعين الّذين عاصروا كثيراً من الصّحابة لكنّه لم يروي عنهم وروى الحديث عن كثيرٍ من التّابعينَ من أمثالِ: خالِه الأسودِ النّخعيِّ وعبيدة السّلمانِيِّ وشريحِ القاضي والرّبيعِ بنِ خَثيمٍ وعمّه علقَمةَ النّخعيِّ وغيرهم رحمهم الله، كما روى الحديث من طريقِه كثيرٌ من المحدّثين من أمثالِ: الحكمِ بنِ عُتَيْبَةَ وسِماكِ بنِ حربٍ وحمّادِ بنِ أبي سُليمانٍ وشُعيبِ الأزْدِيِّ وسليمانِ الأعمشِ وغيرهم يرحمهم الله وكان من أصحاب الثّقة في الرّواية وحديثُهُ عند جماعة الحديث.

من رواية إبراهيم النّخعي للحديثِ

ممّا ورد من رواية الحديثِ النّبويّ من طريقِ إبراهيمَ النّخعيِّ ما أورده الإمامٌ مسلمُ بنُ الحجّاجِ في صحيحه: (( قالَ ابنُ المُثنّى حدّثني يحيى بنُ حمّادٍ ـ، أخْبَرَنا شُعبَةُ عنْ أبانَ بنِ تَغْلِبَ عن فُضَيْلِ بنِ عمرو الفُقَيْمِيِّ عن إبراهيمَ النَّخْعِيِّ عن عَلقَمَةَ عنْ عبدِاللهِ بنِ مسعودٍ عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: ( لا يدْخُلُ الجَنَّةَ منْ كانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذرَّةٍ منْ كِبْرٍ ) قالَ رجلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يكونَ ثَوْبُهُ حَسَناً ونَعْلُهُ حَسَنَةً. قالَ: ( إنَّ اللهَ جميلٌ يُحِبُّ الجَمالَ الكِبْرُ بَطْرُ الحقِّ وغَمْطُ النّاسِ ). من كتابِ الإيمانِ، رقم الحيث 147/91 )).


شارك المقالة: