إسلام عمر

اقرأ في هذا المقال


يعرفُ بالفاروق رضي الله تعالى عنه، وكني (أبو حفص) القرشي، هو أمير المؤمنين ومن أحد الخلفاء الراشدين الأربعة.

عمر بن الخطاب

اسمه رضي الله عنه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح، وأمّه هي أخت أبو جهل، واسمها حنتمة بنت هشام المخزومية. ولد الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مكة ونشأ بها ، حظي بالتعليم فكان يقرأ ويكتب، ومن الجدير بالذِّكر أنّ في مكة كلها لم يكن فيها سوى سبعة عشر رجلاً ممَّن يجيدون القراءة والكتابة.
وقد كان أبوه صاحب شدَّةٍ ، يمتلك الشجاعاة والقوة الجريئة، ذا مكانةٍ عاليةٍ في قومه، وكان له الكثير من الإبل، وقد كان يرعى عمر رضي الله عنه في إبل أبيه في عزِّ شبابهِ، فضلاً أنَّه يتقن الفروسية وركوب الخيل وأيضاً الرماية، وقد أجاد سيدنا عمر المصارعة لما كان يملك منَّ الله عليه من نعمة قوةِ الجسمِ والبدن، كان معروفاً بحبه النساء واللهو قبل إعلان إسلامه، فتزوّج من النساء تسعاً، وقد عُرف أيضاً بعصبيةِ الرأي قبل الإسلام، فلم يكن يحب الجدال أو النقاش، وكان من أكثر الناس عداوة للنبي وللدعوة في بداية ظهورها.

إسلام عمر بن الخطاب

بعد ما مرّ به المسلمون من ضيق في نشرِ الدعوةِ ؛ لما كان من اعتداءات وتهمشٍ وتنمّرٍ من المشركين من رجالاتِ قريش، ودعا النبي صلى الله عليه وسلَّم حيث قال: (اللهمّ أعزّ الإسلامَ بأحبِّ هذين الرجلين إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ بنِ الخطابِ). فاستجاب الله لدعوة نبيه ، فكانت البشرى أن أسلم سيدنا عمر بن الخطاب، وفي شهر ذي الحجه من السنة السادسة للبعثة، وبعد ثلاث أيام من إسلام سيدنا حمزة رضي الله عنه، بدأت قصَّة إسلام عمر بن الخطاب.

قصة إسلام عمر بن الخطاب

حينَ خرجَ رضي الله عنه من بيتهِ حاملاً السيفَ وفي نيتهِ قتل النبي، وفي أثناءِ طريقهِ اعترض رجلٌ سيدنا عمر فقال: (إلى أين تذهب يا عمر، فأخبره أنَّه يريد قتل النبي محمد، فما أن حذَّره من ذلك الفعل، وبين له أنّ بني هاشم وبني زهرة لن يكون السّكوت مصيرهم إذا قمت بهذا العمل، وأخبره بأنّ أخته وزوجها قد دخلوا في دين محمد، فغضب ممَّا سمع عمر بخبر إسلام أخته، وتوجَّه إلى بيتها يحمل الغضب الشديد ، وحتى وصل إلى باب بيت أخته حتّى شعر خبّاب بن الأرت بقدومِ عمر فاختبأ خبّاب في البيت، وكان خبّاب يعلِّم أخت عمر وزوجها من القرآن الكريم، ثمّ دخلَ عمرُ البيتَ فقال له زوجُ أختهِ: (أرأيت يا عمر إن كان الحقُّ في غير دينك)، فغضب عمر من قوله ووطئه بقوة.
ثمّ طلب عمر منهم أن يعطوه القرآن الذي كانوا يقرأون منه، فقالت له أخته إنَّك مشرك بهذا الدين وإن هذا القرآن لا يمسُّه إلّا من كان طاهراً، فتوضأ عمر ثمّ قرأ بعضاً من سورة طه، حتى وصل رضي الله عنه إلى قوله تعالى: (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)، فقال: دلوني على مكان محمد، فأخذوه إلى دارهِ ، فخرج من بيت أخته يتَّجه إلى الدار التي يجتمع فيها المسلمون (دار الأرقم ابن أبي الأرقم).
وعند وصول عمر خشي وخاف المسلمون من نيَّته في قتل النبي، فقال حمزة:( إن كان يريد الإسلام يكن ذلك خيراً له، وإن يرد غير ذلك يكن قتله هيناً علينا)، ثمّ خرج النبي الكريم فأخذه من مجامع ثوبه فهدَّده وخوَّفه ثمّ دعا الله أن يهديه إلى الحق، فقال سيدنا عمر: أشهد أنّك رسول الله ثمّ أعلن بذلك دخولهُ في دين الإسلام.

تأثير إسلام عمر بن الخطاب

توالت الصَّدمات على قريش وهذه المرَّة بعد إسلام سيدنا عمر، فكانت صفعة قوية لقريش ورجالاتها وعالية القوم ، ومفاجأة لم تكن في الحسبان وغير متوقعة لهم من رجل كان يكنُّ الكره والعداوة للنبي والدعوة.
على عكس صدمة قريش كانت ردة فعل المسلمين عامرةً بالفرح وأضاف لهم من رفعةٍ في المعنوياتِ زادتهم شدةً وقوَّة، وكانت أول كلمات سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنها التي كان يخاطب بها النبي الكريم قوله:( ألسنا على الحق يا رسول الله، فأجابه النبي بلا)، فقال عمر: فلم الاختفاء، فخرج المسلمون من دار الأرقم إلى البيت الحرام وهم في كتيبتين، كتيبة يتقدم صدارتها عمر بن الخطاب، والثانية يتصدرها حمزة بن عبد المطلب، ومنذ ذلك والمسلمون يظهرون دعوتهم وإسلامهم، ويمارسون جميع شعائرالدين أمام كلِ أعين المشركين من دون أيِّ خوف.


شارك المقالة: