اقرأ في هذا المقال
الحمد لله الّذي جعلَ هذه الأَمّةَ موفورةَ المصادرِ في نقلِ وحيِّ دينِها فهيأ لها رجالاً حملوا أمانةَ النَّقل والرّواية من جيل إلى جيل ليضلَّ سند الأمة متصلاً غير مُنقَطِعٍ، وقد كان لرواية الحديث النّبويِّ الشّريف الحظُّ الأكبرُ في علمِ الأمّة، فحملَه الصّحابةُ الأجلّاء من النّبي صلّى الله عليه وسلّم إلى خير القرونِ بعدَهم من جيلِ التّابعين، ولم نزل نجوب في البحثِ عن سِيَرِهم في الرّواية حتّى وصلنا إلى راوِ من التّابعين كانَ له مكانةً في الحديث وروايتهِ، إنَّهُ إبراهيمُ بنُ محمّدٍ بنِ طلحة فتعالوا نقرأ في سيرته.
نبذة عن ابراهيم بن محمد بن طلحة
هو: التابعيُّ الجليلُ، أبو إسحاقَ، إبراهيمُ بنُ محمّدِ بنِ طلحةَ، أمّهُ خَولَةُ بنتُ منظورٍ من نساءِ الحسن بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ يرجع نسبُهُ إلى بني تميمٍ، ومن رواة الحديث النّبويّ من التّابعينَ عُرِف بقوله الحقِّ عند السَّلاطين، وكان صاحب علمٍ وفقهٍ وكانت وفاته في العام العاشر بعد المائة من الهجرة النّبويّة يرحمه الله.
روايته للحديث
كان إبراهيمُ بن محمّدُ بنُ طلْحةَ من التّابعين الّذينَ رووا الحديث عن كثير من الصّحابة من أمثالِ: سعيدِ بنِ زيدٍ وأبي هريرةَ الدّوسِيِّ وعبداللهِ بنِ عبّاسٍ وعبدالله بنِ عمرو بن العاص وغيرهم رضي الله عنهم كما روى الحديث من طريقِه كثيرٌ من الرّواة المحدّثين من أمثالِ: سعدِ الزّهريِّ ومحمّد بنِ زيدِ بنِ المُهاجر وحبيبِ بنِ أبي ثابتٍ وعبدالرّحمنِ بنِ حُميدٍ وغيرهم يرحمهم الله، كما كان من أصحاب الثّقة في الرّواية وروى له جماعة الحديث.
من رواية إبراهيم بن محمّد بن طلحة للحديث
ممّا وردَ من رواية الحديثِ النّبويِّ من طريقِ إبراهيمَ بن محمّدِ بنِ طلحةَ ما أورده الإمام مسلم بنُ الحجّاجِ في صحيحه: ((عنْ عبدِالرّحمنِ بنِ حُمَيْدٍ عنِ إبراهيمَ بنِ محمّدِ بنِ طلحَةَ قال: سَمِعْتُ أبَا أُسَيدٍ خَطيباً عنْدَ ابنِ عُتْبَةَ فقالَ: قالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّمَ:( خَيْرُ دورِ الأنْصارِ دارُ بَنِي النَّجَّارِ ودارُ بَني عبدِ الأشْهلِ ودارُ بني الحارِثِ بنِ الخَزْرَجِ ودارُ بَنِي ساعِدَةَ ). والله لوْ كُنْتُ مُؤْثِراً بِها أَحَداً لآثَرْتُ بِها عَشِيرَتِي )) من كتاب فضائلِ الصّحابةِ، رقم الحديث 2511/178.
