ابن أبي ليلى والرّواية

اقرأ في هذا المقال


ما زلنا نبحث عن رواة الحديث النّبويّ الشّريف، نسافر مع سِيَرِهم، نقرأ عن منهجهم في روايتِهِ، نأخذ من تضحياتهم نبراساً لطلب العلم والتحمّل، فتلك سِيَرُهم عامرةٌ بالعلم، وبيوتُهم مضيئةٌ بالرّواية للحديث النبوي الشريف، أخذوا الحديث النّبويَّ الشريف وعلّموه لمن بعدهم، فتلك مدارس الصّحابة الأجِلّاءِ رضي الله عنهم جميعاً كم خرّجت من التّابعين المحدّثين الّذين خرّجوا همْ أيضاً أعداداً كبيرة من تابعيهم لتّستَمِّر مسيرة الحديث النّبويّ الشريف إلى يومنا هذا، وها نحن نبحر في رواية الحديث النبوي الشريف لأحد التّابعين، إنّه عبدٌالرّحمنِ بنُ أبي ليلى– رحمه الله تعالى – .

نبذة عن الرّاوي

هو: التّابعيّ الجليل، أبو عيسى، عبدالرّحمنِ بنُ ابي لَيلى يسارُ، من قبيلة الأوْسِ ، ولد في العام السّابع عشر من الهجرة بخلافة الفاروق عمربنِ الخطّابِ، وقد عاش في المدينة المنوّرةِ بين أعداد الصّحابة المحدّثينَ العلماءِ، وكان عالماً بالقرآن بالإضافة للحديث النّبويّ، شهد الفتنة في زمن عثمان وعليّ، وعُرِض عليه القضاء في خلافة الأُمَويّين فأبى، وصبر على محنَته بالإيذاء من الحجّاج حتى قُتل على يده وكانت وفاتُه في العام الثالثِ والثّمانين من الهجرة يرحمهُ الله.

روايته للحديث

كان عبدُ الرّحمنِ بنُ أبي ليلى من التّابعين الّذين رووا الحديث النبوي الشريف عن كثيرٍ من الصّحابة الأجلّاء وممّن روى عنهم منهم: الفاروقِ عمر وعليِّ بنِ أبي طالب وحُذيفة بن اليمان وأبي ذر الغَفاريّ وابن مسعود وعثمانَ بنِ عفّانَ ومعاذِ بنِ جبلٍ وعبداللهِ بنِ عمر وبلالِ بنِ رباح والبَراء بنِ عازِبٍ وغيرهم رضي الله عنهم، كما روى الحديث النّبويّ من طريقِهِ كثيرٌ منَ المحدّثين من أمثال: الأعمشِوأبي قِلابَةَ الجَرْمِيِّ ومحمّدِ بنِ سيرين وثابتِ البُنانِيِّ وغيرهم رحمهم الله وكان من أهل الثّقة في الرّواية وروى له كثير من جماعة الحديث.

من رواية ابن أبي ليلى للحديث

ممّا ورد من رواية الحديث عن عبدِالرّحمن بن أبي ليلى ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( حدّثنا زُهَيْرُ بنُ حربٍ وابنً نُمَيْرٍ قالا: حدّثنا سُفيانُ بنُ عيَيْنَةَ، حدّثنا أبانٌ وغيْرُه عن الحَكَمِ، عن عبدِالرّحمنِ بنِ أبي ليلى عن البراء قال: كُنَّا معَ النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّمَ لا يَحْنُو أحدٌ منّا ظَهْرَهُ حتّى نراهُ قدْ سَجَدَ))، من كتاب الصّلاة، رقم الحديث200/474.


شارك المقالة: