الحمد لله الّذي جعلَ في هذه الأمّة رجالاً حافظوا على مصادر دينها الإسْلامِيِّ الحنيف، فكانوا حرّاساً أمَناء نقلوا إلينا الحديثّ النّبويّ الشريف من زمن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّمَ حتّى صار بين أيدينا مكتوباً منقّحاً، بدأ الصّحابة رضوان الله تعالى عليهم بهذه المسيرة بما سمعوه وحفظوه ونقلوه إلى التّابعين من بَعدِهم وقد كان من التّابعين من اشتَهروا في علم الرواية لحديث رسول الله عليه السلام وتدوين الحديث النّبويّ الشريف، فتراهم يتسابقون إلى روايته، ومنهم من سنتكلّم عنه في هذه السّطور، إنّه عَلقَمَةُ بنُ وقّاصِ اللّيثيُّ فتعالوا معنا في سيرته العطرة.
نبذة عن علقمة اللّيثي
هو: التّابعيّ الجليلُ، عَلقَمَةُ بن وقّاص بنُ مُحْصِن اللّيثيُّ، الكِنانيُّ من علماء الحديث النّبويّ في زمن التّابعين، قيل أنّه أدركّ زمان النّبوة، لكنّه لم برَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أدرك كثيراً من الصّحابة رضوانُ الله عليهم وروى عنهم وكانَ ممّن يشهد له بالرّواية في زمن التّابعين وكانت وفاتهُ رحمه الله في زمن خلافة عبدالملِكِ بنِ مروان بن الحكَم.
روايته للحديث
كان التّابعيّ عَلقَمَةُ بنُ وقّاصٍ اللّيثيُّ من الرّواة المُحدّثين الّذين رووا الحديث النبوي الشريف عن كثير من الصّحابة رضوان الله عليهم وممّن روى عنهم منهم: عمرِ بن الخطّابِ وأمّ المؤمنينَ عائشة بنت أبي بكرٍ وعمرو بن العاصِ وعبدالله بن عمر بن الخطّاب رضي الله عنهم جميعاً، كما روى من طريقه الحديث كثيرٌ من المحدّثين من التّابعينّ وأتباعِهِم من أمثال: ابن شهاب الزّهريّ وابن أبي مليكة ومحمّد بن ابراهيم التّيميّ وعمرو المازِنِيِّ وغيرهم رحمهم الله جميعاً وكان من أهل الثّقة في الرّواية وأورد له أهل السنن في الكتب السّتة.
من رواية علقمة بن وقّاص للحديث
ممّا ورد من رواية الحديث من طريقِ عَلقَمَةَ بنِ وقّاصٍ اللّيثيِّ ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( حدّثنا ابنُ نُمَيرٍ، حدّثنا محمّدُ بنُ بِشرٍ، حدّثنا محمّدُ بنُ عمرو حدّثني محمّد بنُ إبراهيمَ، عنْ عَلقَمَةَ بن وقّاصٍ قالت: قلتُ، لعائشة كيْفَ كانَ يَصْنَعُ رسولُ الله ّصلّى الله عليه وسلّم في الرّكْعَتَينِ وهوَ جالسٌ؟ قالَتْ كان يقرأ فيهمما فإذا أرادَ أنْ يرْكَعَ قامَ فَرَكَعَ ))من كتاب صلاة المسافرين، رقم الحديث 731/114.