ومازلنا نجوبُ في قراءةٍ متواضعةٍ في سيرِ المحدّثين للحديث النّبويّ الشّريف، علماء اشتغلوا بما وردَ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، هيأهم الله ليكونوا حرّاساً لمصدرِ دينِنا الثّاني بعد القرآن الكريم، وكانوا طبقات سند للحديث، اتّصلت بعضها ببعض حتى أوصلوا روايتهم إلى الأمّة لقيام السّاعة، وقد كان الصّحابة أول الرّكب الّذين رووا لمن بعدهم من التّابعين، دعونا نتوقف في رحلتنا في سير التّابعين وفي الحديث عنْ راوٍ للحديث منهم، إنّه محمّدُ بنُ يحيى بنُ حَبَّانٍ فتعالوا نقرأ في سيرته مع الحديث.
نبذة عن محمّد بن يحيى بن حبان
هو التّابعيّ الجليل محمّدُ بنُ يحيى بنُ حَبّانٍ وجدّه حَبَّانُ بنُ منقِذٍ من الصّحابة، من رواة الحديث النّبويّ الشّريف، كانت ولادَتُه في المدينة المُنَوَّرة في العام السّابعِ والأربعين بعدَ الهجرةِ النّبويّةِ وقد تتلمذ الإمام مالكُ بنُ أنسٍ على يديه، وكان ممّن عُرف بالعلم والرّواية بين أقرانِه وكانت وفاتُه رحمه الله في العام الحادي والعشرينَ بعد المائة من الهجرة النّبويّة في المدينة المُنَوّرَةِ.
روايته للحديث
كان محمّدُ بن يحيى بنُ حَبَّانَ من رواة الحديث النّبويّ عن الصّحابة ومنهم: أنس بن مالك ورافعِ بنِ خّديجٍ وعبدالله بن عمر وغيرهم رضي الله عنهم، كما روى الحديث عن كثيرٍ من التّابعين من أمثالِ: عبداللهِ بنِ مُحَيريزٍ والأعرج وعبدالرّحمنِ بنِ أبي عَمرَةَ وأبيهِ يحيى بنُ حبّانٍ و وعمِّه واسعِ بنِ حبَّانَ وغيرهم يرحمهم الله كما روى الحديث من طريقه كثير من الرّواة من أمثالِ: إسماعيلِ بنِ أُمَيَّةَ ومالكِ بنِ أنسٍ ومحمّد بن مسلم الزّهريِّ ويحيى بنِ سعيدٍ الأنْصارِيِّ وغيرهم كثيرٌ يرحمهم الله وكان من أهل الثّقة في الرّواية وحديثه عند جماعة الحديثِ.
من رواية محمد بن يحيى للحديث
ممّا ورد من رواية الحديثِ منْ طريقِ محمّد بن يحيى بنِ حَبَّانَ ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( حدّثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيْبَةَ حدّثنا محمّدُ بنُ بشرٍالعَبْدِيُّ حدّثنا عبيداللهِ بنُ عمرَ عن محمّدِ بنِ يحيى بنِ حَبّانَ عن عمّه واسعٍ بنٍ حَبَّانَ عنِ ابنِ عمرَ قالَ رَقِيتُ على بيتِ أُخْتِي حفصَةَ فرأَيتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلَّمَ قاعِداً لِحاجَتِهِ مُسْتَقْبِلَ الشّامِ مسْتَدْبِرَ القِبْلَةِ )) من كتاب الطّهارة، رقم الحديث 266/62.