قضية الأسرى بعد غزوة بدر

اقرأ في هذا المقال


قتلى قريش وجيش المشركين في القليب والأسرى:

بعد أن تم القيام تجميع الأسلاب (الشيء المنتزع) والغنائم بعد نهاية الغزوة، وأخذ المسلمون الأسرى في القيود، أمر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بنقل جثث قتلى العدو وإلقائها في قليب مهجور بالقرب من ساحة القتال في معركة بدر.

وكان عدد من جند الإسلام  والمسلمين يشهد سحب جثث جيش العدو والقيام بطرحها في القليب، وقد تجلت في غزوة بدر مناظر رائعة، ظهرت فيها قوة العقيدة وثبات المبدأ، فقد قاتل الابن أباه والأخ أخاه، وكان أحد هؤلاء الصحابي أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة واقفاً مع نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم يشهد إلقاء الجثث في منطقة القليب.

وبينما هو كذلك واقفاً مستبشراً مسروراً ، إذا بوجهه بتغير وتعلوه سحابة من الكآبة والحزن، فقد رأی جثة أبيه عتبة بن ربيعة تسحب من بين جثث المشركين لطرحها في منطقة القليب.

وقد لاحظ نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ذلك في وجه الشاب المؤمن، فحدثه قائلاً: “يا أبا حذيفة، لعلك قد دخلك من شأن أبيك شيء، أو كما قال؟ فقال الشاب المؤمن وقد اجتاح الأسى كل جوانب قلبه: لا والله يا نبي الله صلى الله عليه وسلم، ما شككت في أبي ولا في مصرعه، ولكنني أعرف من أبي رأياً وحلماً و فضلاً، وكنت رجوت أن يهديه الله ربي عز وجل لدين الإسلام، فلما رأیت ما أصابه وأيقنت ما مات عليه من الكفر وشرك برب العباد بعد الذي كنت أرجوه أحزنني حاله ذلك، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بخير وقال له خيراً”.

وقد كان أبو حذيفة صادقاً، فقد كان أبو عتبة، هو الذي قال فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم،(وقد رآه قبل نشوب المعركة راكباً جمله الأحمر): “إن يكن في أحد من القوم خير، ففي راكب جمله الأحمر، إن يطيعوا أوامره يرشدوا”.

كما أن عتبة هذا هو الذي قد حمل لواء المعارضة في جيش مكة المكرمة في يوم غزوة بدر، وقد دعا إلى موادعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والعودة إلى مكة بالجيش دونما أي قتال ولكن أبا جهل جعله أمام الأمر الواقع.

وذكر ابن إسحاق: أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال لأهل منطقة القليب بعد طرح جثث قتلى جيش قريش في القليب وقف عليهم وقال لهم: “يا أهل قليب وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً”.

وفي رواية أخرى أنه قال صلى الله عليه وسلم: “يا أهل القليب، بئس عشيرة النبي أنتم، كذبتموني وصدقني الناس، وأخرجتموني وأواني الناس، وقاتلتموني ونصرني الناس، فقال له صحابته رضي الله عنهم وارضاهم أتكلم قوما قد ماتوا؟ فقال: لقد علموا أن ما وعدهم ربهم حقاً، قالت عائشة رضي الله عنها والناس يقولون إنه قال: قد سمعوا ما قلت لهم”.


شارك المقالة: