القرآن الكريم نزل بلسان العرب وبلغتهم التي يفهمونها، فلذلك هو موافق لكل ما جاء في اللغة العربية من خصائص، وكل قواعد اللغة العربية من نحو وصرف وإضافة.
مفهوم الإضافة
الإضافة: هي نسب جملة إلى جملة ثانية لتعريفها أو تخصيصها، وتسمى الأولى مضاف والثانية مضاف إليه.
أحكام الإضافة في القرآن الكريم
أولاً: أن يجرد المضاف من قرائن الانفصال، وهي التنوين، والنون، وأل التعريف.
ثانياً: أن يأتي مع الإضافة حرف جر أصلي.
ثالثاً: اكتساب المضاف بعض أحكام المضاف إليه مثل، التأنيث والتذكير، والتخصيص والتعريف، واكتساب البناء، وغيرها.
الحذف الذي يفيد الإضافة في القرآن الكريم
هناك دلالات لحذف المضاف في القرآن الكريم، وكما يلي:
أولاً: للتشريف والتفخيم، مثل قوله تعالى: “وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ” (سورة يونس:25)، ففي هذا المقام حُذف المضاف وهم المؤمنون الذي هم أولياء الله تشريفاً لهم.
ثانياً: التنصيص، كما في رسالة إبراهيم، نحو قوله تعالى: “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإنْجِيلُ إِلا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ” (سورة آل عمران:65)، فالحذف جاء في دين أو شريعة إبراهيم عليه السلام.
ثالثاً: حذف مضافين.
رابعاً: حذف ثلاث مضافات.
الحالات التي يحذف فيها المضاف إليه
1- ياء المتكلم المضاف إليها في النداء، نحو قوله تعالى: “وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ” (سورة غافر:41).
2- ما أُضيف إليه ظروف الغايات مثل: قبل وبعد، كقوله تعالى: “وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ” (سورة الجمعة:2)، ومثاله على بعد، قوله تعالى: “فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا” (سورة محمد:4).
3- الأسماء التي يضاف إليها (كل وبعض): نحو قوله تعالى: “وَأَصْحَابُ الأيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ” (سورة ق:14)، ونحو قوله تعالى: “وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ” (سورة الطور:25).