الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في سلاح الاستكشاف لغزوة بدر

اقرأ في هذا المقال


الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في سلاح الاستكشاف لغزوة بدر:

من أروع الأمثلة التي قد ضربها الرسول صلى الله عليه وسلم الشريف للقائد المتواضع اليقظ الحكيم، أنه عليه الصلاة والسلام عندما نزل بصحابته بالقرب من منطقة بدر، حيث يربض (يكمن أو يعسكر) جيش مشركي مكة الضخم، قام بنفسه صلى الله عليه وسلم مع بعض صحابته الكرام الخيار، بعملية الاستكشاف.

وكانت عملية الاستكشاف لمعرفة أخبار جيش مشركي قريش وجيش مكة المكرمة، محاولاً بنفسه صلى الله عليه وسلم  الشريف التعرف على حقيقة قوة هذا الجيش وأين هو.

وبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم الشريف يتجول حول معسكر جيش مكة المكرمة (جيش العدو)، مع أحد صحابته الكرام مخاطراً بنفسه عليه الصلاة والسلام، إذا به يقف على شيخ من العرب، فأحب عليه الصلاة والسلام أن يسأله عن قريش، ولكنه كان لا يريد أن يشتبه الشيخ فيه ويظنه من جيش وجند المسلمين، فسأله عن جيش قريش وعن جيش النبي صلى الله عليه وسلم الجيش الإسلامي معاً، وذلك زيادة في التكتم والاحتياط.

ولكن الشيخ بدافع الفضول منه قال للرسول محمد صلى الله عليه وسلم الشريف، لا أخبركما حتى تخبراني من أنتما
فقال له النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم إذا أخبرتنا أخبرناك.

قال الشيخ: أو ذاك؟

قال النبي: نعم.

قال الشيخ: “فإنه بلغني أن محمداً وصحابته، خرجوا يوم كذا وكذا، فإن صدق الذي أخبرني، فهم اليوم مكان كذا وكذا، للمكان الذي به جيش النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه بلغني أن جيش قريشاً جيش مكة المكرمة خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان الذي أخبرني صدقني، فهم اليوم مكان كذا وكذا، للمكان الذي به جيش مكة جيش قريش”.

وعندما فرغ الشيخ من خبره قال: “ممن أنتما؟، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم الشريف: نحن من ماء ثم انصرف”، بعد أن عرف بالتحديد مكان جيش مكة المكرمة جيش قريش العدو دون أن يعرف الشيخ من هو.

وهذا تشريع شرّعه النبي الشريف صلى الله عليه وسلم، حيث يجوز الحصول على أخبار العدو بأية وسيلة بالحرب والقتال، حتى ولو أدى إلى التمويه ما دام في ذلك مع مصلحة جيش المسلمين وسلامته من أي شر.

وبعد أن رجع الرسول صلى الله عليه وسلم الى مقر قيادته في الجيش الإسلامي النبوي، بعث في مساء ذلك اليوم استخباراته من جديد ترصد له أخبار جيش العدو.

فقد انتدب ثلاثة من قادة المهاجرين رضي الله عنهم وارضاهم، والقادة هم: الصحابي الجليل علي بن أبي طالب والصحابي الجليل الزبير ابن العوام والصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص مع نفر من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الشريف إلى ماء منطقة بدر نفسها، وذلك للحصول على مزيد من أخبار العدو جيش مكة المكرمة.


شارك المقالة: