مازلنا مع مسيرة الحديث النّبويِّ الشّريف المصدرُ الثّاني في التّشريع الإسلاميِّ، ذلك العلمُ الشّرعيُّ الّذي كان لهُ مسيرَة طويلةٌ خاضها الرعيلُ الأوّلُ من الصّحابة رضوانُ الله عليهم بالرّوايَة لبعَضِهم ليسلّموها للتّابعينّ من بعدهم الّذين أكملوا مسيرَة أسلافهم في النّقلِ والرّواية للحديث النبوي الشريف، ولا زلنا في ديار التّابعينَ نبحَثُ عن رواةٍ منهم كانّ لَهُم الفَضلُ في الرّواية والنقل للحديث النّبويِّ الشريف حتى يصِلَ للأمّة في كل زمانٍ ومكانٍ، ووصلنا في الكتابة عنهم إلى الرّاوي المحدّثِ الزّبيرٍ بنِ عّدِيِّ فتعالوا نقرأ في سيرته.
نبذة عن الزبير بن عدي
هو: التّابعيُّ الجليلٌ، أبو عَدِيٍّ، الزّبيرُ بنُ عَدِيِّ الْيَامِيُّ الهَمَدانِيُّ ، من رواة الحديثِ النّبويِّ الشّريفِ، من علماء الكوفة بالعراقِ رحمهم الله تعالى،كانت ولادَته في الرّيِّ ـ وهي مدينَة بينَ العراق والكويت حالِياً، وكانَ صاحِب علمٍ بالفقه الشّرعيِّ رحمه الله تعالى، وتولى قضاء منطقة الرّيِّ ، وكانتْ وفاتُهُ رَحِمَهُ اللهُ في الرّيِّ في العام الحادي والثّلاثينَ بعدَ المائةِ من الهجرَةِ النّبويَّة الشّريفةِ وترك علماً وافراً لِمَنْ بعدَهُ.
روايته للحديثِ
كانَ الزّبيرُ بنُ عديالهّمَدانِيُّ رحمه الله من رواة الحديثِ النّبويِّ، وقد روى الحديثَ عن أنسِ بنِ مالكٍ من الصّحابة رضوانُ الله عليهم، كما روى عن عددٍ من التّابعينَ من أمثالِ: طلحَةِ بنُ مُصَرِّفٍ وإبراهيمَ النَّخْعيِّ ومُصْعَبِ بنِ سعْدٍ وغيرهم يرحمهم الله، كما روى الحديثَ من طريقِهِ كثيرٌ منَ الرّواة المحدّثينَ من أمثالِ: إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ وإسحاقَ السُّبَيْعِيِّ وسُفيانَ الثَّورِيِّ وعثمانَ بنِ زائِدَةٍ وغيرُهم يرحمهم الله وكانَ من أهلِ الثّقَة في الرّوايةِ وحديثُه عندَ جماعَة الحديث.
من رواية الزبير بن عدي للحديث
ممّا ورّدَ من رواية الحديثِ النّبويِّ الشّريفِ من طريقِ الزَّبيرِ بنِ عَدِيٍّ ما أورَدَهُ الإمامُ مسلِمُ بنُ الحجّاجِ يرحمه الله في الصّحيحِ: (( حدّثنا أبو بكرِ بنُ أبي شَيْبَةَ، حدّثنا وكيعٌ، عنِ إسماعيلَ بنِ أبي خالِدٍ ، عنِ الزُّبيرِ بنِ عَدِيٍّ، عنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ، قالَ: رَكَعْتُ، فقُلْتُ بِيَدِي هكّذا ـ يعني طَبَّقَ بِهِما، ووَضَعَهُمَا بينَ فَخِذَيْهِ ـ فقالَ أبِي: قدْ كُنّا نّفْعَلُ هذا، ثمَّ أُمِرْنا بالرُّكَبِ )) من كتاب المساجِدِ ومواضعِ الصَّلاةِ، رقم الحديثِ535.
