الإنسان منذ بداية خلقه يحب أن يبحث عن كل يدور حوله، وكل ما تدركه حواسه، فقد قيل قديماً: إذا عُرف السبب بطُل العَجب، فكيف وردَ ذكر السببية في القرآن الكريم.
مفهوم السببية
هو أن يذكر شيء في القرآن الكريم ومبيناً سببه، فلكل شيء في هذا الكون سبب ولم يوجد عبثاً.
الأمثلة على السببية في القرآن الكريم
1- قوله تعالى: “وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنزلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ” (سورة الأعراف:57)، فتبين هذه الآية أن المطر بسبب السحاب، وخروج النبات بسبب المطر.
2- قوله تعالى: “وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ” (سورة الحج:5)، فبسبب الماء الذي نزل على الأرض خرجت النباتات.
3- قوله تعالى: “وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا(68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا(69) إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا(70)” (سورة الفرقان:68-70)، فهذه تسمى أسباب جعلية، جعلها الله للفوز بالجنة.
الحروف التي تفيد السببية
1- حرف الباء والفاء (السببية)، كقوله تعالى: “كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ الْخَالِيَةِ” (سورة الحاقة:24).
2- حرف الكاف والتي تفيد التعليل، وقد تقرن بـ(ما) الزائدة أو المصدرية أو قد تجرد منهما.
3- لام التعليل.
4- لام المفعول به.
5- إذ بمعنى التعليل، إذا جاءت حرفاً أو ظرفاً.
6- كي، سواء جاءت جارة أم ناصبة للمضارع.
7- لعل، وجاءت في كلام الله تعالى للتعليل المحض، نحو قوله تعالى: “وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” (سورة البقرة:53).