اقرأ في هذا المقال
وبعد أن نزل جيش المسلمين مدّة من الوقت تقدر بليلتين في منطقة معان، تجهز الجيش وتحرك إلى الأرض التي نزل بها جيش العدو، عندها لقيهم جمع من جيش هرقل بقرب من قرية في منطقة البلقاء اسم هذه القرية (مشارف)، وبعد ذلك دنا العدو وانحاز جيش المسلمين إلى منطقة مؤتة، فعسكر جيش الإسلام هناك، وتجهز الجيش للقتال، حيث جعلوا على ميمنتهم الصحابي قطبة بن قتادة العذري، وعلى الميسرة الصحابي عبادة بن مالك الأنصاري.
وبعد أن وصل الجيش الإسلامي إلى مكان الحرب في منطقة مؤتة حينها التقى الجيشان، الجيش الإسلامي وجيش هرقل عظيم الروم، وبعد ذلك بدأ القتال الكبير المرير الدامي بين الجيشين، حيث ثلاثة آلاف من رجال الجيش الإسلامي يواجهون هجمات قوات جيش عدده مئتي ألف مقائل من الروم، معركة قوية جداً وبنفس الوقت كانت معركة عجيبة، ولكن إذا جاءت رياح الإيمان جاءت معها وبعدها كل العجائب.
عندها استلم الراية الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه، (حبُّ رسول الله)، حتى كان يقاتل بكل ضراوة كبيرة، يقاتل ببسالة وشجاعة منقطعة النظير يضرب به المثل مع أبطال الإسلام، واستمر زيد بن حارثة رضي الله عنه يقاتل بشكل قوي حتى شاط في رماح المعركة من جيش العدو، عندها استشهد الصحابي الجليل زيد بن حارثة رحمه الله تعالى.
وبعد أن استشهد زيد بن حارثة أخذ الراية الصحابي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وانطلق يقاتل قتالاً عظيماً منقطع النظير، حتى إذا أُرهِقَ جعفر بن أبي طالب من القتال اقتحم ونزل عن فرسه وعقرها، ومن ثمّ يستمر بالقتال حتى أنتهى به إلى أن قطعت يده اليمنى، عندها لم يكن مستسلماً بل واستلم الراية بشماله، ولم يزل متمسكاً بالراية حتى قطعت يده اليسرى، عندها احتضن الراية بشدة بين عضديه، فلم يزل يحمل الراية ويرفعها حتى استشهد استشهد بعد ذلك لرحمه الله تعالى، حتى أنّه يقال إنّ مقاتلاً من جيش الروم ضربه ضربة جعلته نصفين، وبذلك أبدل الله تعالى جعفر بن أبي طالب بجناحين له في الجنة يطير بهما مثلما يريد، ولهذا سمي الصحابي جعفر بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ب(جعفر الطيار) أو وب(جعفر صاحب الجناحين) رحمه الله تعالى.