القراءات المشهورة

اقرأ في هذا المقال


تعريف القراءات: يكاد يجُمع العلماء بأن القراءات هي جمع قراءة، مصدر قرأ يقرأ قراءة، واصطلاحاً: مذهب من مذاهب النطق في القرآن يذهب به إمام من الأئمة القراء مذهباً يخالف غيره في النطق بالقرآن الكريم وهي ثابتة بأسانيدها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هل كان في الصحابة قراء؟

نعم! يعود عهد القراء الذين علموا المسلمين على طرائقهم في التلاوة إلى زمن صحابة رسول الله الكرام، فقد اشتهر بالإقراء منهم: أبيّ، وعلي، وزيد بن ثابت، وابن مسعود، وأبو موسى الأشعري، وغيرهم رضي االله عنهم،  قال أبو عبد الرحمن السلمي : ” حدثنا الذين كانوا يُقرِئوننا: أنهم كانوا يستقرِئون من النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا تعلَّموا عَشْر آيات لم يخلِّفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلَّمنا القرآن والعمل جميعًا ” انتهى من” تفسير الطبري، وروى أبو نعيم في “حلية الأولياء” قال: “جمع أبو موسى القراء، فقال: لا تُدخلوا علي إلا من جمع القرآن، قال: فدخلنا عليه زهاء ثلاثمائة، فوعظنا، وقال: أنتم قراء أهل البلد، فلا يطولن عليكم الأمد، فتقسوا قلوبكم”.

وعن هؤلاء أخذ كثير من أصحاب النبي ومن بعدهم التابعين في الأمصار، وكلهم يسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن جاء عهد التابعين في المائة الأولى، فتجرد قوم، واعتنوا بضبط القراءة عناية تامة حين دعت الحاجة إلى ذلك، وجعلوها علماً كما فعلوا بعلوم الشريعة الأخرى.

كيف نشأت القراءات؟

من المعروف أن عهد الصحابة إلى عهد التابعين، وأن المعول عليه في كتاب الله إنما هو عن طريق الأخذ والتلقي، وعن طريق ثقة عن ثقة، وإماماً عن إمام، إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت المصاحف غير منقوطة ولا مشكلة، وأن صورة الكلمة فيها كانت محتملة لكل ما يمكن من وجوه القراءات المختلفة، وإذا لم تحتملها كُتبت الكلمة بأحد الوجوه في مصحف، ثم كُتبت في مصحف آخر بوجه آخر، وهلم جرا، فكان التعويل على الرواية والتلقي.

ثم إن الصحابة رضي الله عنهم قد تكلم العلماء عن اختلافهم وأخذهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالبعض منهم من قرأ بحرف، ومنهم من أخذه بحرفين، ومنهم من زاد، ثم تفرقوا في البلاد وهم على هذه الحال.

وكان عثمان رضي الله عنه حيث بعث المصاحف إلى الآفاق، أرسل مع كل مصحف من يوافق قراءته في الأكثر الغالب، وعند تفرق الصحابة في البلدان مع اختلافهم في القراءات نقل ذلك عنهم التابعون ومن تبعهم، واختلف بسبب ذلك أخذ التابعين في القراءات نقل ذلك عنهم التابعون حتى وصل الأمر على هذا النحو إلى الأئمة القراء المشهورين، الذين تخصصوا وانقطوا للقراءات يضبطونها، ويعنون بها، وينشرونها، هذا منشـأ علم القراءات واختلافها.


شارك المقالة: