اهتم الصحابة رضوان الله عليهم على زمن الرسول صلَّى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم اهتماماً عظيماً، ومن هذه الاهتمامات اهتمامهم بقراءة القرآن وتعليمه للتابعين.
القراء من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم
إن القراء الذين ورد ذكرهم أنهم أشهر القراء عن الرسول صلى الله عليه وسلم أربع قراء وهم:
1- أُبي بن كعب: هو أبي بن كعب بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، سيد القُرَّاء وإمامهم، “وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي: إن الله أمرني أن أقرأ عليك: “لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ” قال: وسماني؟ قال: “نعم”، قال: فبكى”، ومن حقه أن يبكي لمكانته الرفيعة فقد ذكره الله عز وجل من فوق سبع سماوات، دلالة على مكانته العظيمة عند الله عز وجل.
2- عبد الله بن مسعود: هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ، كناه الرسول صلى الله عليه وسلم بكنيتين أبو عبد الرحمن وابن أم عبد، قال صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد”، وقد كان شديد الملازمة بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد كان من أعلم الصحابة بالقرآن.
3- معاذ بن جبل: هو ابن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد، قال رسول الله -صلَّى اللَّه عليه وسلم: “خُذوا القرآن من أربعة: من ابن مَسعود، وأُبي، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة”، وقد كان أعلم الصحابة بالحلال والحرام.
4- سالم مولى أبي حذيفة: وهو سالم بن معقل تبناه أبو حذيفة، استشهد في معركة اليمامة فقد كان من حملة اللواء فحمل اللواء بيمينه فقطعت فحمله بشماله فقطعت، ثم اعتنق اللواء وقرأ قوله تعالى: “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ” (سورة آل عمران:144).