اقرأ في هذا المقال
- التحسين الذي يوضّح إعراب الكلمات ويمنع اللحن في الكلمات
- التحسين الذي يميزالحروف
- تحسينات المتعدِّدة والمتلاحقة
طرأ على الرَّسم العثماني عدَّة تحسينات اقتضتها بعض الملابسات والظروف، وقد كانت هذه التحسينات على عدَّة مراحل متدرجة، وذلك حسب الضرورة والإلحاح في المقتضيات وذلك مثل:
التحسين الذي يوضّح إعراب الكلمات ويمنع اللحن في الكلمات
من الملعوم أنَّ الرَّسم القرآني كان يخلو عن الشكل الذي يوضح إعراب الكلمات (نصباً- رفعاً- جراً) وذلك لأنَّ العربي بسليقته يستطيع أن يهتدي إلى القراءة بالشكل الصحيح، ولأنَّه لا يمكن بفطرية لسانه أن ينصب الفاعل، ويرفع المفعول .
ولكن عندما أتسعت الفتوحات الاسلامية وزادت رقعتها، وقد أقبل المسلمون غير العرب على تعلُّم القرآن الكريم، واختلط العرب بغيرهم من أهل اللغات فخاف المسلمون أن يقع التحريف في معناه وأدائه، فأسرعوا إلى تدارك الأمر قبل استفحاله، فقاموا بوضع علامات يُعرف بها إعراب الكلمات.
وأول من وضع ذلك أبو الأسود الدؤلي، فقام ( بجعل علامات الإعراب ووضع النقط على آخر حروفه، وقام بجعل النصب نقطة فوق الحرف وقام بوضع الرَّفع نقطة على الوسط، ووضع الجر نقطة تحته، ووضع السكون نقطتين)
وقيل أنَّ السَّبب بما قام به أنَّه سمع أحدهم يقرأ قوله تعالى (﴿ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِیۤءࣱ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ وَرَسُولُهُۥۚ ﴾ [التوبة ٣] بكسر اللام من رسوله : فردَّ وقال: عزَّ وجه الله ان يبرأ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمَّ قال: ما ظننت أنَّ الأمر سيؤول إلى هذا .
التحسين الذي يميزالحروف
من المعروف أنَّ رسم القرآن لم يكن يبين إعرابه كذلك لم يكن يميز حروفه المعجمة من المهملة، وما يخطئون العرب في قراءته بحكم فطرتهم وسليقتهم، إذ لم يكن من المعقول أن يقرأ العربي قوله تعالى ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [الفاتحة ٢] بأن يستبدل الذَّال بدل الدَّال في قوله سبحانه وتعالى (الحمد لله ) أو قوله تعالى (ربِّ العالمين ) يستبدلها بدل العين بغين، ولقد قام بهذا العمل لأول مرَّة كما قال مؤلِّف كتاب الواضح في علوم القرآن ( مرَّة بن عاصم تلميذ أبي الأسود الدؤلي) وأمره بذلك الحجَّاج بن يوسف الثقفي .
مثال ذلك : وضع علامات تميِّز الحروف المشتبهة بعضها عن بعض، حيث كانت العلامات نقطاً على الحرف.
تحسينات المتعدِّدة والمتلاحقة
وقد مرَّت بعدَّة تحسينات متقاربة وسريعة، وممَّن قام بهذه التحسينات (الخليل بن احمد الفراهيدي) إلى زمننا هذا .