النبي يغادر من مكة إلى حنين

اقرأ في هذا المقال


النبي يغادر من مكة إلى حنين

جاءت أخبار إلى مالك بن عوف من عيون كان قد بعثها حتى تقوم باستكشاف حال المسلمين، حيث جاءت تلك العيون وقد تفرقت أوصالهم، فقال مالك بن عوف لهم: ويلكم، ما شائكم ( ما الذي حصل لكم)، فقالوا لمالك بن عوف:“لقد رأينا رجالاً بيضاً على خيل بلق، والله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى”.

وقد وصلت الأخبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمسير ذلك العدو، فأرسل النبي الصحابي أبا حدرد الأسلمي، وقد أمره النبي أن يدخل في الناس فيقيم أبا حدرد فيهم حتی يعلم علمهم، ثمّ بعد ذلك يأتيه بخبرهم، ففعل أبا حدرد ما أمره النبي.

وفي يوم السبت الذي كان يصادف السادس من شهر شوال من السنة الثامنة للهجرة النبوية الكريمة غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينة مكة المكرمة، حيث كان ذلك اليوم هو اليوم التاسع عشر من يوم دخول النبي لمكة المكرمة، حيث خرج النبي ومعه اثني عشر الفاً من المسلمين، عشرة آلاف ممن كانوا قد خرجوا مع النبي لغزوة فتح مكة، والفان كانوا من أهل مكة، وكان أكثرهم حديث الدخول في عهد الإسلام، وحيث استعار النبي من صفوان بن أمية مائة من الأدرع بأدواتها، وقد استعمل النبي على مكة المكرمة عتاب بن أسيد.

وعندما كان وقت العشية أتى فارس فقال: “إني قد طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن على بكرة آبائهم بظغنهم ونعمهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين”، وبعد ذلك القول تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عندها: “تلك غنيمة المسلمين غداً إن شاء الله”، حيث تطوع للحراسة في تلك الليلة الصحابي أنس بن أبي مرثد الغنوی.

وفي أثناء طريق المسلمين إلى حنين شاهدوا سدرة عظيمة خضراء اسمها: (ذات أنواط)، حيث كانت العرب تعلق عليها الأسلحة، وعندها يذبحون ويعكفون، ثم قال بعض أهالي من الجيش للنبي محمد صلى الله عليه وسلم: “اجعل لنا ذات أنواط، كما لهم ذات أنواط”، فقال النبي: “الله أكبر قلتم والذي نفس محمد بيده كما قال قوم موسی: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، قال: إنّكم قوم تجهلون، إنّها السّنن، لترکبنّ سنن من كان قبلكم”. وكان بعضهم قد قال تبعاً إلى كثرة أعداد الجيش: “لن نغلب اليوم، وكان قد شق ذلك على النبي محمد صلى الله عليه وسلم”.


شارك المقالة: