قال الله تعالى: “وَهَذَا كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” (سورة الأنعام:155)، فهذا دليل واضع على أن القرآن الكريم تنزل من السماء على محمد صلى الله عليه وسلم، فما هي كيفية هذه التنزلات.
تنزلات القرآن الكريم
لم ينزل القرآن الكريم من السماء جملة واحدة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان مكتوب في اللوح المحفوظ، قال تعالى: “بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ(21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ(22)” (سورة البروج:21-22)، فنزل على عدة مراحل.
مراحل تنزلات القرآن الكريم
1- تنزله في اللوح المحفوظ، وهذا التنزل هو من غيبيات الله سبحانه وتعالى، ولم يطّلع عليه أحد إلا من أراد الله، وما يميز هذا التنزل أنه نزل جملة واحدة.
2- تنزله إلى بيت العزة، الذي في السماء الدنيا، والذي أصبح ينزل به جبريل عليه السلام منه متفرقاً، ونزل في ليلة القدر والشهر المبارك ألا وهو رمضان، كما في قوله تعالى: “إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ” (سورة القدر:1)، وقال تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ” (سورة البقرة:185).
فتبارك ذلك الشهر لنزول القرآن الكريم فيه فأصبح خير الشهور، وتباركت تلك الليلة؛ لأنه نزل فيها فأصبحت خير الليالي.
ودل على ذلك قول ابن عباس رضي الله عنه: “فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا، فجعل جبريل ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم”.
3- تنزله على النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخر التنزلات، نزل بواسطة جبريل عليه السلام من بيت العزة على النبي صلى الله عليه وسلم ليطمئن به قلبه، قال تعالى: “وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ(192) نزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ(193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)” (سورة الشعراء:192-194)، وقال تعالى: “وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ” (سورة النمل:6).