قصة قصيدة ثم قام النبي يدعو إلى الله

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم خبر الرسول صل الله عليه وسلم مع كفار قريش، ومعاداتهم له بعد أن سب آلهتهم، واستنقص من دينهم.

من هو البوصيري؟

هو محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري، شاعر من الجزائر، أشهر قصائده البردة.

قصة قصيدة ثم قام النبي يدعو إلى الله

أما عن مناسبة قصيدة “ثم قام النبي يدعو إلى الله” فيروى بأن كفار قريش لم ينكروا ما كان رسول الله صل الله عليه وسلم يقول، فكان الرسول إذا مر بأحد مجالسهم أشاروا إليه وقالوا: هذا غلام بني عبد المطلب الذي يكلم من السماء، وكان هذا حالهم حتى عاب الرسول آلهتهم، حتى أنه مر في يوم من الأيام بالكعبة المشرفة، وكانوا ساعتها يعبدون للأصنام، فقال لهم: “يا معشر قريش والله لقد خالفتم ملة أبيكم إبراهيم” فقالوا له بأنهم يعبدون هذه الأصنام حبًا وتقربًا لله تعالى، فأنزل الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّه}، فأنكروا عليه ذلك، وخالفوه وعادوه إلا من عصم الله منهم.

فخرج كفار قريش إلى أبي طلب، وقالوا له بأن ابن أخيه قد شتم آلهتهم وأساء لدينهم واستنقص عقولهم، وضلل آباءنا، وخيروه بين أن يكفه عنهم، أو يخلي بينهم وبينه، فردهم أبو طالب بعد أن قال لهم قولًا رقيقًا، فانصرف كفار قريش عنه، واستمر رسول الله بنشر دين الله والدعوة إليه، وإلى ذلك أشار الإمام البوصيري بقوله:

ثم قام النبيُّ يدعو إلى اللهِ
وفي الكُفرِ نَجْدَةٌ وإباءُ

يقول الإمام البوصيري في هذا البيت بأن الرسول صل الله عليه وسلم قام يدعو كفار قريش إلى الله تعالى بأن يقولوا لا إله إلا الله حسبما أمر، وفي كفرهم قوة تامة وامتناعا عن اتباعه.

أُمَمَاً أُشرِبَتُ قلوبُهُم الكُفرَ
فَدَاءُ الضَّلالِ فيهم عَيَاءُ

ورأينا آياتِه فاهتدَيْنَا
وإذا الحقُّ جاء زالَ المِراءُ

رَبِّ إِنَّ الهُدى هُداك وَآياتُكَ
نورٌ تَهْدِي بها من تشاءُ

كم رأَيْنَا ما ليس يَعْقِلُ قد أُلْهم
ما ليْس يُلْهَمُ العُقلاءُ

إذ أبى الفيلُ ما أتى صاحبُ الفيلِ
ولم ينفعِ الحِجا والذكاءُ

الخلاصة من قصة القصيدة: لم ينكر كفار قريش وحي رسول الله حتى أساء لدينهم وأصنامهم، وعندها أظهروا له العداوة والخلاف.

المصدر: كتاب "السيرة النبوية" تأليف ابن إسحاق المدنيكتاب "الرحيق المختوم" تأليف صفي الرحمن المباركفوري كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: