توبة العنبري والرواية

اقرأ في هذا المقال


لم نَزل نرحلُ بيْنَ بيوتِ الرّواة المحدّثين للحديث النّبويِّ الشّريفِ الّذين كانَ لهم دورٌ كبيرٌ في نقل ما ورد عن نبِيِّنا محمّدٍ صلّى الله عليه وسلَّم من الحديث النّبويّ، هم جيلُ الصّحابة من كانت له السّابقةُ بالصّحبةِ والسّماعِ والرّوايةِ والنّقلِ، ومنْ كانوا بوابّة النّقلِ لمن جاء بعدهم من التّابعين الأخيارِ الّذين أكملوا المسيرةَ بما سَمِعوه من الصّحابة، وصلنا في سلسلة روايتنا عنهم إلى التّابعين وقد طال مسيرنا لكَثرة من روى منهم الحديث حتّى وصلنا إلى من سنتكلَّم عنه في هذه السّطور إنّه تَوبةُ العنْبَريِّ فتعالوا نقرأ في سيرَته في الحديث.

نبذة عن توبة العنبري

هو: التّابعيُّ الجليلُ، أبو المُوَرّع البَصْرِيُّ، توبَةُ بنُ أبي الأسْدِ كِيسانُ بن راشدٍ، المعروفِ بتَوبَةَ العنْبَريَّ، من رواة الحديث النّبويِّ الشّريفِ، كانت ولادته في اليمامة ـ منطقة في جنوب نجد ـ ويرجعُ أصْلُه إلى سَجِستَان، وتولّى إماراتٍ عدّةٍ كنيسابورَ والأهْوازَ، وكانتْ وَفاتُه رحمه الله في مرضِ الطّاعونِ في العامِ الحادي والثّلاثينَ بعد المائة من الهجرة عن عمرٍ يناهزُ الرّابعة والسّبعين منْ عُمْرِهِ.

روايته للحديث

كانَ توبةُ العَنْبَرِيِّ من رواة الحديثِ النّبويِّ الشّريفِ وقد روى الحديثّ عنْ أنسِ بنِ مالكٍ من جيلِ الصّحابةِ رضي اللهُ عنهم، كما روى الحديثَ النّبويَّ عن جملة من التّابعينَ من أمثالِ: مٌوَرِقِ العِجْلِيِّ ومحمّدٍ التَّيميِّ وأبي بُرْدَةَ بنِ أبي موسى الأشْعَرِيِّ و أبي العَالِيَةِ وغيرهم رحمهم الله، كما روى الحديثَ منْ طَرِيقِه كثيرٌ منَ المحدّثينَ من أمثالِ: سفيانَ الثّوْرِيِّ وشثعْبَةِ بنِ الحَجَّاجِ وهشامِ بنِ حسّانٍ وغيرهم يرحمهم الله وقد روى له كثيرٌ من أصحابِ السُنَنِ.

من رواية توبة العنبري للحديثِ

ممّا وردَ من رواية الحديثِ من طَرِيقِ توبةَ العنْبَريِّ ما أورده الإمام مسلمُ بنُ الحجّاج في صَحيحِه: (( حدّثنا عٌبَيدُ اللهِ بنُ معاذٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا شُعبَةُ، عنْ تَوبَةَ العَنْبَرِيِّ، سَمِعَ الشَّعْبِيَّ، سَمِعَ ابنَ عمرَ،أنَّ النّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ مَعَهُ نَاسٌ منْ أصْحابِهِ فيهِم سَعْدٌ، وأُتُوا بِلَحْمِ ضَبٍّ، فَنادَتْ إمْرَأَةٌ منْ نِساءِ النَّبيِّ صلّى الله عليهِ وسلَّمَ: إنَّهُ لَحْمُ ضَبٍّ. فقالَ رسولُ الله صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ: ( كُلُوا، فإنّهُ حلالٌ، ولكِنَّهُ لَيْسَ منْ طَعَامِي ) من كتابِ الصَّيدِ والذّبائِحِ، رقم الحديثِ 1944 )).


شارك المقالة: