يدعو الفرد المسلم الله تبارك وتعالى ويطلب منه ما يُريد تحقيقه ويُحب، كما وأنَّ عبادة الدُعاء من أهم العبادات وأعظمها إلى الله جلَّ جلاله، وعندما يبدأ الفرد المسلم بالدُعاء لا بُد له أن يقول بعض من الكلمات التي تعتبر بمثابة توسلات، وتعتبر تلك التوسلات أحد أهم الأمور التي تؤدي في النهاية إلى السرعة في استجابة الدُعاء.
ما هي التوسلات التي يبدأ بها الداعي سؤاله
توجد الكثير من التوسلات المشروعة والمسموح للفرد المسلم أن يبدأ بها دُعائه؛ لما لها من الأثر العظيم الذي يعود على المسلم في سرعة استجابة الله تبارك وتعالى لسؤال العبد المسلم، ومن بين تلك التوسلات على النحو الآتي:
أن يبدأ العبد المسلم دعائه وسؤاله بكل بالتوحيد
إلى جانب الإيمان بالله ورسوله عليه افضل الصلاة وأتم التسليم، وفي هذا الصدد في رواية عن النبي محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتمِّ التسليم أنَّه قال في دُعائه: “اللَّهُمَّ لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكَّلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، فاغفِرْ لي ما قدَّمتُ وأخَّرتُ، وأسررت وأعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنتَ“.
كما وقال الصحابي الجليل فَضَالَةَ بنِ عُبَيد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللَّهُمَّ مَن آمن بك وشهِد أني رسولك، فحبِّب إليه لقاءك، وسهِّل عليه قضاءك، وأقلِلْ له من الدنيا، ومَن لم يؤمن بك ويشهد أني رسولك، فلا تحبب إليه لقاءك، ولا تسهل عليه قضاءك، وأكثر له من الدنيا“.
أن يبدأ العبد المسلم سؤاله بأسماء الله وصفاته الحسنى
حيث قال الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: “وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا” سورة الأعراف/ الآية: 180، كما وقال النبي عليه أفضل الصلاة وأتمِّ التسليم في دُعائه: “اللَّهُمَّ إنَّك عفو كريم تُحب العفو فاعف عنّا“.
أن يتوسل العبد المسلم بصفة حاله
ويظهر هذا الأمر بشكل جلي في قول تبارك وتعالى في محكم التنزيل: “إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا * يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا“، سورة مريم/ الآية: 3 – 7.
كما ويظهر هذا الأمر في قول الله بتارك وتعالى في محكم التنزيل في سورة يوسف: “قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ“، سورة يوسف/ الآية: 33، 34.
التوسل إلى الله بحمده
وهذا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام مبتدئ في دُعائه: “اللَّهُمَّ لك الحمد أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومَن فيهن، أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكلت، وإليك أَنَبْتُ، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدَّمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنتَ”.
أن يتوسل العبد المسلم بالعمل الصالح الذي قام به
أي بذلك العمل الحسن الذي قام به العبد المسلم، كالزكاة وإطعام اليتيم والأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر وغيرها من الأعمال الصالحة.
أن يتوسل العبد المسلم بدعاء المسلم الصالح
قال تعالى عن أبناء يعقوب عليه السلام لأبيهم بعد ما فعلوه بيوسف عليه السلام: “قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ* قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” سورة يوسف/ الآية: 97، 98. ويظهر في الآية أنَّ أبناء النبي يعقوب عليه السلام قد توسلوا إلى أباهم لكي يفغر لهم ذنوبهم.
أن يتوسل العبد المسلم الفرد إلى الله بسابق إحسانه
ويظهر هذا الأمر في قوله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: “رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ“، سورة يوسف/ الآية: 101.
كما ويظهر في قول الله تعالى أيضاً: “رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ“، سورة آل عمران/ الآية: 8.