لقد كان لموالي وخدم النّبي صلّى الله عليه وسلّم الحظ الوافر في نقل حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فهم لهم فضل الصّحبة كغيرهم من الصّحابة الأجلّاء، وها نحن نمر في رحلتنا التعليمية في الحديث بمولى من موالي رسول الله صلّى الله ّعليه وسلّم ممن كانت له بصمة واضحة في كتب الحديث والمسانيد، إنّه ثوبان النّبويّ أحد الصّحابة الأجلاء فتعالوا نتعطر بمسك سيرته.
نبذة عن ثوبان
هو الصّحابي الجليل أبوعبدالله، ثَوْبان بن بَجدَد، من سراة بين مكّة المكرّمة وأرض اليمن، لحقه السبي صغيراً إلى أنْ اشتراه النّبيّ صلى الله عليه وسلّم وأعتقه وخيّره النّبي صلّى الله عليه وسلّم بين اللحاق بأهله وأن يكون من أهل البيت، فاختار الثانيه لذلك سمي بثوبان النّبويّ، ولازم بعدها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وازداد من حديثه وعلمه، وبقي معه إلى أن توفي عليه الصّلاة والسّلام ثم ّ رحل إلى فلسطين ثم إلى حمص الّذي توفي فيها رضي الله عنه سنة (54) للهجرة النّبويّة.
روايته للحديث
كان ثوبان مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من رواة الحديث النّبويّ الشّريف وذلك لقربة وصحبته للنّبي عليه الصّلاة والسّلام، فقد روى الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وروى عنه من التابعين كثر كجبير الحضرميّ والحسن البصري وسالم بن أبي الجعد وبن يسار وشدّاد وغيرهم كثير.
من حديث ثوبان
من ما ورد من الحديث عن ثوبان النّبويذ ما أورده مسلم في صحيحه من رواية معدان اليعمري قال: ((لقيت ثوبان مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت: أخبرني بعمل أعمله يُدخلني الله به الجنّة أو قال : قلت بأحب الأعمال إلى الله. فسكت ثمّ سألته فسكت، ثمّ سألته الثالثة فقال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال( عليك بكثرة السجود فإنّك لا تسجد لله سجدة إلّا رفعك الله بها درجة وحطّ عنك بها خطيئة ) فقال معدان ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال لي مثل ما قال لي ثوبان)).
في فضل ثوبان
ذكر المفسرون في قوله تعالى (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) (الآية 69، سورة النساء)أنّها نزلت في ثوبان النّبويّ مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.