حديث في أجر من فقد البصر

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ للنّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كثيراً منَ الأحاديثِ الّتي بيّنَ فيها أجرَ الصّابرِ على الابتلاءِ والمرضِ، وقدْ كانَ ذلكَ لتسليةِ المؤمنِ وتصبيرهِ بالأجرِ المترتّبِ على ذلكَ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منْ هذهِ الابتلاءاتِ فقدُ البصرِ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ، حدّثنا اللّيثُ، قال: حدّثني ابنُ الهادِ، عنْ عمرٍو مولى المطّلبِ، عنْ أنسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ عنهُ، قال: سمعتُ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ يقول: “إنّ اللهَ قالَ: إذا ابْتليْتُ عبدي بحبيبتيهِ فصبرَ، عوّضْتهُ منهما الجنّةَ”. رقمُ الحديث: 5653.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ المرضى، بابُ: (فضلُ منْ ذهبَ بصرُهُ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أنسِ بنِ مالكٍ الأنْصاريُّ رضيَ اللهُ عنهُ، خادمُ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ ومنَ المكثرينَ في رواية الحديثِ منَ الصّحابةِ، أمّا رجالُ السّندِ الآخرونَ:

  • عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ: وهوَ أبو محمّدٍ، عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ التّنّيسيُّ الكلاعيُّ (ت: 218هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ الرّواةِ للحديثِ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ.
  • ابنُ الهادِ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، يزيدُ بنُ عبدِ اللهِ اللّيثيُّ (ت: 139هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • عمرو مولى المطّلبِ: وهوَ أبو عثمانَ، عمرو بنُ أبي عمرو ميسرةَ المخزوميُّ (ت: بعدَ 150هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ للحديثِ عنِ الصّحابةِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى أجرِ الصّبرِ على فقدانِ البصرِ، وقدْ بيّنَ الحديثُ وعدَ اللهِ تعالى لكلِّ مؤمنٍ فقدَ بصرهُ وألحقَ مصيبتهُ بالصّبرِ واحتسابِ ذلكَ في مرضاتهِ عزّ وجلَّ بأنَّ لهُ الجنّةَ عوضاً عنها، أمّا إشارةُ الحديثِ للعينينِ بلفظِ حبيبتيهِ فذلكَ لأنَّهما منْ أحبِّ الحواسِ إلى الإنسانِ، وفي الحديثِ دعوةٌ منَ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ إلى الصّبرِ على المصيبةِ وعدمِ الضّجرِ منْ قضاءِ اللهِ تعالى.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدّروسِ المستفادةِ منَ الحديث:

  • وجوبُ الإيمانِ والتّسليمِ بقضاءِ اللهِ تعالى.
  • أجرُ منْ فقدَ البصرَ بالجنّةِ إذا احتسبَ وصبرَ.

شارك المقالة: