حديث في أن الدين النصيحة

اقرأ في هذا المقال


لقدْ حرصَ الإسلامُ على الأمرِ بالعروفِ والنَّهيِّ عنِ المنكرِ لما فيهِ منْ صلاحِ الفردِ والمجتمعِ، ودعا المسلمينَ إلى التناصحِ بينهمْ حتَّى يكونوا مجتمعاً متماسكاً متحابَّاً، وسنعرضُ في بحثنا هذا حديثاً عنِ النَّصيحةِ ولمنْ تكون.

الحديث:

يروي الإمامُ مسلمُ بنُ الحجَّاجِ في الصَّحيحِ: ((حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ عبَّادٍ المكيُّ، حدَّثنا سفيانُ، قال: قلتُ لسهيلٍ: إنَّ عمراً حدَّثنا ، عنِ القعقاعِ، عنْ أبيكَ، قالَ: ورجوتُ أنْ يُسقطَ عنِّي رجلاً، قالَ: فقالَ: سمعتُهُ منْ الّذي سمعهُ منهُ أبي كانَ صديقاً لهُ بالشَّامِ، ثمَّ حدَّثنا سفيانُ، عنْ سهيلٍ، عنْ عطاءِ بنِ يزيدَ، عن تميمٍ الدَّاريِّ:، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال: (الدِّينُ النَّصيحةُ). قلنا لمنْ؟ قالَ: (للهِ ولكتابهِ ولرسولِهِ ولأئمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهم). رقمُ الحديثِ 55)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجَّاجِ رحمَهُ اللهُ في الصَّحيحِ في كِتابِ الإيمانِ، بابُ بيانِ أنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ، والحديثُ منْ طريقِ الرَّاوي الصَّحابيِّ تميمِ بنِ أوسٍ الدَّاريِّ رضيَ اللهُ عنْهُ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  • محمَّدُ بنُ عبَّادٍ: وهوَ محمَّد بنُ عبَّادٍ المكيُّ (ت 234هـ)، منْ رواةِ الحديثِ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • عمرٌو: وهوَ عمرو بنُ دينارٍ المكيِّ (46ـ126هـ)، وهوَ منْ التَّابعينَ في رواية الحديث.
  • القعقاعٌ: وهوَ القعقاعُ بنُ حكيمٍ الكِنانيُّ، منْ طبقة التَّابعينَ.
  • سهيلُ وأبوه: أمَّا سهيلُ فهوَ سهيلُ بنُ أبي صالحٍ السَّمَّانُ، وأبوهُ ذكوانُ السَّمَّان (ت101هـ)، منَ التَّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى أنَّ الدِّينَ هوَ النَّصيحةُ، والنَّصيحةُ هو لفظٌ يدلُّ على التَّنقيةُ منَ الكفرِ والمعصية، وبعد سؤالِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أشار أنَّ النَّصيحة تكون لـ:

  • لله تعالى: وتكونث النَّصيحةُ للهِ تعالى بتركِ معصيتهِ والمبادرةِ إلى طاعته سبحانهُ وتعالى.
  • لكتابِ اللهِ: وذلكَ بتنزيهه عنِ كلامِ الخلقِ وتنزيهه عن النَّقصِ والعيبِ، وقرائتهِ والتَّعبُّدِ بهِ والإلتزامِ بماجاءَ فيه.
  • للرسولِ: وذلكَ بالإيمانِ بهِ وتصديقِهِ وطاعتهِ والإقتداءِ بهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ.
  •  لأئمَّةِ المسلمينَ: ويكونُ ذلكَ بانْ يكونَ المسلمُ معاوناً للأئمَّةِ بالحقِّ ونصحهمْ ودعوتهمْ إلى تركِ الظُّلمْ.
  •  لعامّة المسلمينَ: وذلكَ بالأمر بالعروفِ والنَّهيِّ عنِ المنكر ومساعدة الضعيفِ وإغاثة الملهوف.

ما يرشد إليه الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى أمورٍ منها:

  • المؤمنُ يقدِّمُ النَّصيحةَ للمسلمينَ بكونها هي إقامةُ للدِّينِ القويمِ.
  • النَّصيحةُ تكون للهِ ورسولِه بطاعتهما وعدمِ عصيانِ ما جاءَ بهِ اللهُ ورسوله.
  • القرآنُ الكريمُ هو طريقُ الهدايةِ والصَّوابِ.

شارك المقالة: