حديث في أن الشمس لا تنكسف لموت أحد

اقرأ في هذا المقال


لقدْ خلقَ اللهُ تعالى الكونَ بنظامٍ دقيقِ، وسيَّرهُ بعلمٍ لا يأتيهِ الباطلُ منْ بينِ يديهِ ولا منْ خلفهِ، وأرسلَ اللهُ تعالى بعضَ الآياتِ والتَّغيُّراتِ في الكونِ للعبرةِ والتَّفكُّرِ، ومنها الكسوفُ والخسوفُ، وقدْ جاءَ النَّبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ ليبيِّنَ أنَّ كلَّ تغييرِ في نظامِ الكونِ إنَّما هوَ أيةٌ منْ آياتِ الله لا ترتبطِ بالحوادثِ والمخلوقات، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ الكسوفِ: ((حدّثَنا أبو الوليدِ، قال: حدَّثنا زائدةُ، قال: حدَّثَنا زيادُ بنُ عِلاقةَ، قال: سمعتُ المغيرةَ بنَ شعبةَ يقولُ: انكسفتِ الشَّمسُ يومَ ماتَ إبراهيمُ فقالَ النَّاسُ: انكسفتْ لموتِ إبراهيمَ. فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتانِ منْ آياتِ اللهِ لا ينكسفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتهِ، فإذا رأيتُموهما فادْعوا اللهَ وصلُّوا حتَّى ينجلي). رقمُ الحديثِ: 1060)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريّ في الصَّحيحِ في كتابِ الكسوفِ؛ بابُ الدُّعاءِ في الخسوفِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ المغيرةُ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ أبو عيسى المغيرةُ بنُ شعبةَ الثَّقفيُّ، وهوَ منَ الصَّحابةِ الرُّواةِ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديث:

  • أبو الوليدِ: وهوَ هشامُ بنُ عبدِ الملكِ الباهليُّ، المعروفِ بأبي الوليدِ الطَّيالسيُّ (133ـ227هـ)، وهوَ من رواةِ الحديثِ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • زائدةُ: وهوَ أبو الصَّلتِ، زائدةُ بنُ قدامةَ الثَّقفيُّ (ت:160هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثِّقاتِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • زيادُ بنُ علاقةَ: وهوَ أبو مالكٍ، زيادُ بنُ عِلاقةَ الثَّعلبيُّ الغَطَفانيُّ (25ـ125هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ الثِّقاتِ في رواية الحديث.

دلالة الحديث:

بشيرُ الحديثُ إلى أنَّ الكسوفَ والخسوفَ منْ آياتِ اللهِ عزَّ وجلَّ يرسلها للنَّاسِ لكي يتفكَّروا ويرجعوا إلى اللهِ ويشكروهُ على نعمهِ في تيسيرِ الكونِ بدقَّةٍ وحكمةٍ، وليعتبروا منْ نزولِ أي خللٍ في هذا النِّظامِ، وقدْ دعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ المسلمينَ بأنَّ هذه الآياتِ إنْ وقعتْ فعليهمِ بالدُّعاءِ والرُّجوعِ إلى اللهِ حتَّى تكشفَ عنهم.

سبب ورود الحديث:

إنَّ للحديثِ المذكورِ سببُ ورودٍ وهوَ: أنَّ النَّاسَ يومَ ماتَ إبراهيمُ بنُ سيدِّنا محمّدٍ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ؛ اعتقدوا أنَّ الشَّمسَ كسفتْ لأجلهِ، فخرجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لينفي ذلكَ، وفي نفيهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ نفيُّ للمعتقداتِ الخاطئةِ وما لا يقبلهُ العقلُ البشريُّ، واللهُ تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادةِ منَ الحديث:

  • حكمة مشروعيةِ صلاةِ الكسوف.
  • الكسوفُ والخسوفُ منْ آيات الله.
  • مشروعيةُ وسنَّةِ الدُّعاءِ في الكسوفِ.

شارك المقالة: