حديث في إثم المرأة المفارقة لفراشِ الزوجية

اقرأ في هذا المقال


لقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كثيراً منْ أحكامِ الزّواجِ وآدابه، لما لهذه الأحكامِ منْ تأثيرٍ على بناءِ أسرةٍ متماسكةٍ بعيدةِ عنِ الانحلالِ والمشكلات الّتي تتفاقمْ لحدِّ الوصولِ إلى الطّلاقِ، ومنْ هذه الأحكامِ ؛ حكمْ منْ دٌعيتْ منَ النّساءِ إلى الفراشِ منْ زوجها فأبتْ ورفضتْ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ عليه رحمةُ اللهِ في صحيحه: ((حدّثنا محمّدُ بنُ بشّارٍ، حدّثنا ابنُ أبي عَديٍّ، عنْ شعبةَ، عنْ سليمانَ، عنْ أبي حازمٍ، عنْ أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه، عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “إذا دعا الرّجلُ امرأتهُ إلى فراشهِ فأبتْ أنْ تجيءَ، لعنتها الملائكةُ حتّى تُصبحَ”)). رقمُ الحديث: 5193.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ النّكاحِ، بابُ: ( إذا باتتِ المرأةُ مهاجرةً فراشَ زوجها)، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ الدّوسيِّ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنِ صخرٍ الدّوسيُّ، منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ عنْ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ، وبقيّةُ رجالِ سندِ الحديثِ هم:

  • محمّدُ بنُ بشّارٍ: وهوَ أبو بكرٍ، بندارٍ، محمّدُ بنُ بشّارِ بنِ عثمانَ العبديُّ (167ـ252هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديث.
  • ابنُ أبي عديٍّ: وهوَ أبو عمرٍو، محمّدُ بنُ إبراهيمَ السُّلميُّ (ت: 194هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • شعبةُ: وهوَ أبو بسطامٍ، شعبةُ بنُ الحجّاجِ العتكيُّ (82ـ160هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ المشهورينَ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • أبو حازمٍ: وهوَ سلمانُ الأشجعيُّ (ت: 100هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديثِ عنِ الصّحابةِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى النّهيِّ عنْ عصيانِ المرأةِ لزوجها ورفضها طلبه إلى إتيانها في فراشِ الزّوجيةِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ عقوبتها بلعنةِ الملائكةِ لها حتّى يطلعَ الصّباحُ، والمعلومُ أنَّ اللّعنةَ لا تكونُ إلى عظيمٍ منَ الذّنوبِ والمعاصي، والمعنى منْ الفراشُ في الحديثِ هوَ الجماعُ الشّرعيُّ بينَ الزّوجينِ، أمّا دلالةُ اللعنةِ للمرأةِ حتّى تصبحَ أي ليلاً فدلالةُ غالبِ هذا الفعلِ الشّرعيُّ في اللّيلِ، ولكنَّ ذلكَ لا يعني عظمُ ذلكَ ليلاً فقطْ بلْ عمومُ فعلها في جميعِ الأوقاتِ، وقدْ غُلّظتِ العقوبةُ باللّعنةِ حتَّى تعلمَ الزّوجةُ عظمَ فعلها ولا تفعلُهُ وتقيمَ شرعَ اللهِ وواجباتها تجاهَ زوجها.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • عظمُ معصيةِ الزّوجةِ لزوجها، ووجوبُ طاعته.
  • لعنةُ الملائكةِ للمرأةِ الّتي فارقتْ فراشَ زوجها.

شارك المقالة: