حديث في التجاوز عن حديث النفس

اقرأ في هذا المقال


لقدْ وهبَ اللهُ تعالى الإنسانَ سبلُ الهدايةِ إليه، وجعلَ منَ الملائكة منْ يسجّلونَ أعمالِ بني آدمً لتكونَ عليهمْ حجّةً يومَ القيامةِ، فما منْ صغيرةٍ ولا كبيرةٍ إلا وفي كتابٍ عندهُ وسيجازى بها الإنسانُ بالخير بالجنّةِ أوْ بعذاب جهنّمَ والعياذُ بالله، ولكنْ هل سيحاسبُ الإنسانُ بما كانَ في خاطره وفي حديثِ النّفسِ، تعالوا نستعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلمُ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا سعيدُ بنُ منصورٍ، وقتيبةُ بنُ سعيدٍ، ومحمّدُ بنُ عبيدٍ الغُبريُّ ـ واللّفظُ لسعيدٍ ـ قالوا حدّثنا أبو عوانةَ، عنْ قتادةَ، عنْ زرارةَ بنِ أوفى، عنْ أبي هريرةَ، قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “إنَّ اللهِ تجاوزَ لأمّتي ما حدّثتْ به أنفسها، ما لمْ يتكلّموا ، أوْ يعملوا به”)). رقمُ الحديث:201.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الإيمانِ، بابُ: (حديثُ النّفسِ والخواطر بالقلبِ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنً صخرٍ الدّوسيّ، وهوَ منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، أمّا بقيّةُ أسنادِ الحديثِ منَ الرّجالِ فهم:

  • محمّدُ بنُ عبيدٍ: وهوَ محمّدُ بنُ عبيدٍِ بنِ حسابٍ الغبريُّ، وهو أيضاً منْ ثقات تبع الأتباع.
  • أبو عوانة: وهوَ الوضّاحُ بنُ عبد الله اليشكريُّ (122ـ175هـ)، وهو منْ ثقاتِ رواية الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • زرارة بنُ أوفى: وهوَ أبو حاجبٍ، زرارةُ بنُ أوفى العامريُّ الحرشيُّ، وهوَ منْ ثقاتِ التّابعينَ في الرّواية عنِ الصّحابةِ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى تجاوزِ اللهِ تعالى عنْ حديثِ السّرائرِ بالنّية السّيئةِ، وقدْ بيّنَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّمَ أنّ الله لا يحاسبُ الإنسانَ على ما أسرَّ به وما كانَ في خاطرهِ دونَ أنْ يتكلّمَ بهِ أوْ يعملَ بهِ، وهوَ منْ رحمةِ اللهِ تعالى بالبشرِ، أمّا النّيّةُ الحسنةُ فإنَّ الله تعالى يثيبُ بها الإنسانَ حتّى ولمْ يقلْها أو يعملَ بها، فقدْ وردَ منْ طريقِ أبي هريرةَ، قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّمَ: “منْ همَّ بحسنةٍ فلمْ يعملْها كتبتْ له حسنةٌ”، والله تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائد منَ الحديث:

  • تجاوز الله تعالى عنْ سرائر النّفس والخواطر.
  • علمُ الله تعالى بالسّرائر والعلنِ منَ الإنسان.

شارك المقالة: