حديث في التخفيف في الإمامة

اقرأ في هذا المقال


لمْ يكنِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلَّا مبشراً ومخفِّفاً على الأمَّةِ، شارحاً لها دينها الّذي لمْ يأتي بما لا يطيقُ منْ يُطَبِّقهٌ، وقدْ كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يبيِّنِ للنَّاسِ أحكامَ دينهمْ باليسرِ واللّينِ، وفي هذا أسلوبُ منْ أساليب ترقيقِ قلوبِ النَّاسِ إلى الإسلامِ، ومنَ الأمورِ الّتي كانَ يدعوا إليها النَّبيُّ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ باللينِ والتّخفيفِ فيها، صلاةُ الإمامِ والدَّعوةِ إلى عدمِ الإطالةِ والتَّخفيفِ فيها.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ في الصَّحيحِ: ((حدَّثَنا أحمدُ بنُ يونسَ، قال: حدَّثَنا زهيرٌ، قال: سمعتُ قيساً، قال: أخبرني أبو مسعودٍ أنَّ رجلاً قال:  واللهِ ـ يا رسولَ اللهِ ـ إنِّي لأتأخَّرُ عنْ صلاةِ الغداةِ منْ أجلِ فلانٍ ممَّا يُطيلُ بنا، فما رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في موعظةٍ أشدَّ غضباً منهُ يومئذٍ، ثمَّ قال: (إنَّ منكمْ مُنفِّرينَ، فأيُّكُمْ  ما صلَّى بالنَّاسِ فليتجوَّز، فإنَّ فيهمُ الضَّعيفَ والكبيرَ وذا الحاجةِ). رقمُ الحديثِ702 )).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ الأذانِ، بابُ تخفيفُ الإمامِ في القِيامِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ أبي مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عقبةُ بنُ عمرٍو الأنْصاريُّ الخزْرجيُّ، منْ رواةِ الحديثِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهِ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ :

  • أحمدُ بنُ يونسَ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، أحمدُ بنُ يونسَ التَّميميُّ  اليربوعيُّ (133ـ227هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ منَ الثِّقاتِ.
  • زهيرٌ: وهوَ أبو خيثمةَ، زهيرُ بنُ معاويةَ الجعفيُّ الكوفيُّ (100ـ173هـ)، وهوَ منْ أتباعِ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.
  • إسماعيلُ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ هرمزَ الأحمسيُّ (60ـ146هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ منَ التَّابعينَ الثِّقاتِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى دعوةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى التَّخفيفِ بالإمامةِ بالنَّاسِ بالصَّلاةِ، لكي لا يكونَ الإمامُ مُنفِّراً، فعلى الإمامِ أنْ يخفِّفَ في إمامتهِ تخفيفاً لا ينقًُ منْ أركانها وسننها، ولهُ أنْ يُطيلَ ما شاءَ إذا صلَّى منفرداً لا مأمومَ وراءه، وفي الحديثِ مكنَ الأحكامِ منها: جوازُ التَّأخُّرِ عنِ الصَّلاةِ الجماعةِ إذا عُلمَ بإطالةِ الإمامِ وغيرها، وكانَ الحديثُ في تأخُّرِ الرَّجلِ عنْ صلاةِ الغداةِ وهي القيامُ، ولكنَّ الدَّعوة كانتْ في التَّخفيفِ لكلِّ الصَّلواتِ واللهُ أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادةِ منَ الحديثِ:

  • التَّخفيفُ على النَّاسِ كي لا تكونَ الإطالةُ تنفيراً منَ الصَّلاةِ.
  • جوازُ التَّاخُّرِ عنِ الإمامِ إذا عُلمَ بتأخُّرهِ.

شارك المقالة: