حديث في التَّيمن

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سنَّتهُ الّتي لا زالتْ باقيةً في أمَّةِ الإسلامِ، تعلَّمها الصَّحابةُ ونقلوها لمنْ بعدهمْ، ومنْ سننهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ التَّيمنُ، أي أخذُ اليمينِ في أفعالهِ وأقوالهِ، وسنعرضُ حديثاً في تيمنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ رحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثَنا سليمانُ بنُ حربٍ، قال: حدَّثَنا شعبةُ، عنِ الأشعثِ بنِ سُليمٍ، عنْ أبيهِ، عنْ مسروقٍ، عنْ عائشةَ قالت: كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يحبُّ التَّيمنَ ما استطاعَ في شأنهِ كُلِّهِ: في طهورِهِ، وترجُّلهِ، وتنعُّلهِ)). رقمُ الحديث:426.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ الصَّلاةِ، بابُ التَّيمنِ في دخولِ المسجدِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيَّةِ الجليلةِ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ بنتِ أبي بكرٍ الصِّديقِ، وهيَ منْ المكثرينَ بروايةِ الحديثِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّ بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  • سليمانُ بنُ حربٍ: وهوَ أبو أيُّوبَ، سليمانُ بنُ حربٍ الأزديُّ الواشحيُّ (140ـ224هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعٍِ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.
  • شعبةُ: وهوَ أبو بسطامٍ، شعبةُ بنُ الحجَّاجِ العتكيُّ (82ـ160هـ)، وهوَ من ثقاتِ المحدِّثينَ منْ أتباعِ التَّابعينَ.
  • الأشعثُ: وهوَ أبو يزيدَ، الأشعثُ بنُ أبي الشَّعثاءِ سُليمٍ المحاربيُّ (ت:125هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • أبو الأشعثُ: وهوَ أبو الشَّعثاءِ، سُليمُ بنُ أسودٍ المحاربيُّ (ت:82هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منْ التَّابعينَ.
  • مسروقٌ: وهوَ أبو عائشةَ، مسروقُ بنُ الأجدعِ الهمدانيُّ (ت: 62هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منَ التَّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى سنَّةٍ منْ سننهِ عليهِ الصّلاةُ والسَّلامِ وهيَ التَّيمنِ، والتَّيمنُ هوَ البدءُ باليمينِ في أفعالهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام، ومنَ الأفعالِ الّتي كانَ يتيمنُ بها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الواردةِ في الحديثِ:

  • الطَّهورِ: حيثُ كانَ يبدأ بأعضاءِ جسدهِ اليمنى عليه الصَّلاةُ والسَّلامً، بدءاً منَ اليدينِ والرِّجلينِ، وحتَّى وضوؤهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يبدأ بغسلِ اليدِ اليمنى قبلَ اليسرى والرجلِ اليمينِ أيضاً.
  • التَّرجّلُ: ومعنى التَّرجل هوَ تمشيطُ وتصفيفُ الشَّعرِ فكانَ يبدأ بالجزءِ الأيمنِ في التصفيفِ وكذلكَ حلقهِ.
  • التَّنعُّلِ: ومعناهُ لبسُ النَّعلِ، وقدْ كانَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ يبدأُ بالرِّجلِ اليمنى في لبسِ النَّعلِ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والفوائدِ المستخرجةِ منَ الحديث:

  • استحبابُ التَّيمنِ في كلِّ الأمورِ.
  • تيمُّنُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الطَّهورِ والتَّنعلِ والتَّرجُّلِ.

شارك المقالة: