حديث في الثبات على الدين

اقرأ في هذا المقال


لقدْ جاءَ الإسلام برسالة الفطرةِ الإنسانيّةِ، وحثّهُ على الصّبرِ والثّباتِ في طريقِ الحقِّ، وكم منَ الابتلاءاتِ الّتي وقعَ بها خيرُ البشرِ الأنبياء، وجعلهمْ قدوةٌ للأممِ في الصّبرِ على التّوحيدِ، وقدْ جاءَ في شواهدَ كثيرةٍ منَ الحديثِ أمثلةً على الصّبرِ منَ السّابقينَ، وحثِّ أمّةِ الإسلامِ أنْ يقتدوا بهمْ في الثّباتِ على المبدأ والحقِّ.

الحديث

أوردَ الإمامُ البخاريُّ  في الصّحيحِ: ((حدّثنا مسدّدٌ، حدّثنا يحيى، عنْ إسماعيلَ، حدّثنا قيسٌ، عنْ خبّابِ بنِ الأرتِ، قالَ: شكونا إلى رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ وهوَ متوسّدٌ بردةً لهُ في ظلِّ الكعبةِ، فقلْنا: ألا تستنْصرُ لنا، ألا تدْعو لنا؟، فقال: “قدْ كانَ منْ قبلكمْ يؤخذُ الرّجلُ فيُحْفرُ لهُ في الأرضِ، فيُجْعلُ فيها، فَيُجاءُ بالمنشارِ فيوضعُ على رأسهِ، فيُجْعلُ نصفينِ، ويُمَشّطُ بأمْشاطِ الحديدِ ما دونَ لحمهِ وعظْمهِ، فما يَصُدُّهُ ذلكَ عنْ دينهِ، واللهِ ليَتِمّنَّ هذا الأمرُ حتّى يسيرَ الرّاكبُ منْ صنعاءَ إلى حضرموتَ لا يخافُ إلّا اللهِ والذئبَ على غنمهِ ولكنّكمْ تستعجلونَ”)). رقمُ الحديث: 6943.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الإكراهِ، بابُ: (منِ اخْتارَ الضّربَ والقتلَ والهوانَ على الكفرِ)، والحديث جاء منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليل خبّابِ بنِ الأرتِ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ منَ الصّحابةِ الرّواةِ للحديثِ، أمّا رجالُ سندِ الحديثِ البقيّة:

  • إسماعيل: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ هرمزَ الأحمسيُّ (60ـ145هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ المحدّثينَ منَ التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى أجرِ الصّبرِ والثّباتِ على التّوحيدِ وعلى الحقِّ، وقدْ ضربَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ مثالاُ من السّابقينَ الّذينَ تحملوا الأذى والتّعذيبِ في سبيلِ الدّعوةِ إلى اللهِ والثّباتِ على الدّينِ، وبيّنَ مثالاُ لرجلٍ كانَ يوضعُ في حفرةٍ فينشرُ بالمنشارِ ويفصلُ لحمهُ عن عظمهِ ولا يرجعُ عنْ دينهِ، ويرفضُ الكفرَ رغمَ قساوةِ التّعذيبِ ، وقدْ ضربَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ هذا المثالِ ليبيّنَ للصّحابةِ الّذينَ طلبوا أمنهُ الدّعاءَ والاستنصارَ لهمْ أجرَ الثّباتِ في الدّعوةِ إلى اللهِ والاقتداءِ بالصّابرينَ ممّن كانوا قبلهمْ لعظمِ أجرهمْ، ثمّ وعدهم النّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ بالتّمكينِ في الأرضِ وتمكينِ الدينِ حتّى يمشي الرّاكبُ لا يخافُ شيئاً إلّا اللهِ وهوَ حقُّ الخشيةِ والذّئبَ على غنمِ الرّاعي.

ما يرشد إليه الحديث

من الفوائد من الحديث:

  • تمكينُ اللهِ تعالى أهلَ الصّبرِ والثّباتِ في الأرضِ ولو بعدَ حينٍ.
  • أجرُ الصّابرينَ على الحقِّ عندَ اللهِ.

شارك المقالة: