لقدْ كانَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ حريصاً على تعليمِ أصحابه كثيراً منَ الآدابِ في حياتهمْ، وكانَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ يبيّنُ لهمُ الآدابَ وحكمتها ومشروعيّتها، ومنَ الآدابِ الّتي علّمها النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ لأصحابهِ العطاسُ والتّثاؤبُ، فتعالوا معنا نستعرضُ حديثاً في آدابهما.
الحديث:
أوردَ الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا آدمُ بنُ أبي إياسٍ، حدّثنا ابنُ أبي ذئبٍ، حدّثنا سعيدٌ المقْبُريُّ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “إنّ اللهَ يُحبُّ العُطاسَ، ويكرهُ التّثاؤبَ، فإذا عطسَ فحمِدَ اللهَ، فحقٌّ على كلِّ مسلمٍ سمِعهُ أنْ يُشَمّتَهُ، وأمّا التّثاؤبُ فإنّما هوَ منَ الشّيطانِ، فليرُدَّهُ ما استطاعَ، فإذا قالَ: ها. ضحكَ منهُ الشّيطانُ”)). رقمُ الحديث:6223.
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الأدبِ، بابُ: (ما يُستحبُّ منَ العُطاسِ وما يُكْرَهُ منَ التّثاؤبِ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديثِ:
- آدمُ بنُ أبي إياسٍ: وهوَ أبو الحسنِ، آدمُ بنُ أبي إياسٍ عبدِ الرّحمنِ العسقلانيُّ (132ـ220هـ)، منْ مشاهيرِ ثقاتِ المحدّثينَ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ.
- ابنُ أبي ذئبٍ: وهوَ أبو الحارثِ، محمّدُ بنُ عبدِ الرّحمنِ بنِ المغيرةِ القرشيُّ (80ـ158هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ رواية الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
- سعيدٌ المقْبريُّ: وهوَ أبو سعدٍ، سعيدُ بنُ كيسانَ المقبريُّ (ت: 123هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ منَ المحدّثينَ.
- أبو سعيدٍ المقبريُّ: وهوَ كيسانَ المقبريُّ (ت: 100هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدّثينَ الثّقاتِ منَ التّابعينَ عنِ الصّحابةِ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ إلى استحباب العُطاسِ وكراهيةِ التّثاؤبِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنّ اللهَ يحبُّ العُطاسَ لما فيهِ منْ راحةٍ للبدنِ وبما يلْحقُهُ منْ خمدٍ للهِ، كما بيّنَ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنَّ منْ آدابهِ حمدُ اللهِ ووجوبِ تشميتِ الحاضرينَ لهُ والتّشميتُ بأنْ يقالَ لهُ: (يرحمكَ اللهُ)ويردُّ عليه العاطسُ: (يهديكمْ ويصلحْ بالكمْ)، أمّا التثاؤبُ فهوَ منَ الشّيطانِ ولا يحبُّهُ اللهُ لأنّهُ يكونُ منَ الكسلَ والنّعاسَ وعلى المسلمِ ردّهُ بوضعِ يدهِ على فمهِ ولا يخرجُ له صوتاً وذلك منْ آدابِ التّثاؤبِ.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائدِ منَ الحديثِ:
- استحبابُ العطاسِ وتشميتِ العاطسِ.
- كراهيةُ التّثاؤبِ وردّهِ بالمستطاعِ.