حديث في الكبائر وأعظمها

اقرأ في هذا المقال


لقدْ عظّمَ الإسلامُ منْ حرمةِ الكبائر والمعاصي، لما لها منْ أثرٍ على الفردِ والمجتمعِ وجلبِ غضبِ الله تعالى، وجاءَ في الحديثِ النّبويّ كثيراً منَ الشّواهد الّتي تبيّنُ ذلكَ وتبيّنُ الكبائرَ وأعظمها عندَ اللهِ تعالى، وسنعرضُ حديثاً في الكبائر وأكبرها منَ الحديثِ النّبويِّ الشّريفِ.

الحديث

يوردُ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ الله في الصّحيحِ: ((وحدّثني عمرو بنُ محمّدِ بنُ بكيرِ بنِ محمّدٍ النّاقدُ، حدّثنا إسماعيلُ بنُ عليّةَ، عنْ سعيدٍ الجريريُّ، حدّثنا عبدُ الرّحمنِ بنُ أبي بكرةَ، عنْ أبيهِ قال: كنّا جلوساً عندَ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّمَ ، فقال: “ألا أنبئكمْ بأكبرِ الكبائرِ ـ ثلاثاً ـ الإشراكُ باللهِ، وعقوقَ الوالدينِ، وشهادةُ الزّورِ” أو “قولُ الزّورِ”. وكانَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ متّكئاً، فجلسَ فما زالَ يكرّرها حتّى قلنا ليتهُ سكتَ)). رقمُ الحديث:134.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الإيمانِ، بابُ: (بيانُ الكبائر وأكبرها)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي بكرةَ الثّقفيِّ رضي اللهُ عنهُ، وهوَ نفيعُ بنُ الحارثِ الثّقفيُّ، منَ الصّحابةِ الرّواةِ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، وأمّا رجالُ السّندِ البقيّةِ فهم:

  • إسماعيلُ بنُ عليّةَ: وهوَ أبو بشرٍ، إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ الأسديّ والمعروفِ بابنِ عليّةَ (110ـ193هـ)، وهوَ من ثقاتِ أتباع التّابعينَ.
  • سعيدٌ الجريريُّ: وهوَ سعيدُ بنُ إياسٍ الجريريُّ (61ـ144هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
  • عبدُ الرّحمنِ بنُ أبي بكرةَ: وهوَ أبو بحرٍ، عبدُ الرّحمنِ بنُ نفيعِ بنِ الحارثِ الثّقفيُّ (14ـ96هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ رواةِ الحديثِ منَ التّابعينَ ويروي الحديثَ عنْ أبيهِ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ النّبويُّ المذكورُ إلى الكبائرِ وأعظمها عندَ اللهِ تعالى، والكبائرُ هوَ ما اقترنَ جزاؤها بوعيدٍ بالغضبِ أو اللّعنةِ أو العذابِ الشّديدِ في نار جهنّمَ، وقدْ ذكرَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ثلاثاً منها عدّها منْ أكبر الكبائرِ لعظمها وأثرها في حياةِ الفردِ والمجتمعِ، والكبائر المذكورةُ في الحديثِ هيَ:

  • الشركُ بالله: والشركُ باللهِ هوَ أنْ يجعلَ الإنسانُ للهِ الّذي خلقهُ ندّاً في العبادةِ والتّوجّهِ، ناكراً لجميلِ اللهِ الّذي خلقهُ وأنعمَ عليه منَ النّعمِ الّتي لا تعد و لا تحصى.
  • عقوقُ الوالدين: وهوَ الإساءةُ للوالدينِ بعدمِ الإحسانِ إليهما مع فضلهما على الأبناءِ، ورافضاً بذلكَ دعوةَ اللهِ إلى برّهما والإحسان إليهما.
  • شهادةُ الزّورِ: وهوَ شهادة الكذبِ في الخصوماتِ والحقوقِ، وقدْ أكّدَ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ على حرمتها لما فيها منْ ضياعٍ لحقوقِ العبادِ وضربٍ لأيمانِ الله بالاستخفافِ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • حرمةُ الكبائرِ وعقوبةِ فاعلها.
  • الشرك بالله وعقوقِ الوالدينِ وقول الزّور منْ أعظمِ الكبائر.

شارك المقالة: