حديث في المبادرة بصالح الأعمال عند الفتن

اقرأ في هذا المقال


لقدْ أخبرَ النّبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أصحابه بكثيرٍ منْ الفتنِ الّتي تسبق السّاعة، وقدْ كانَ ذلك ممّا أوحيَ إليه منَ الوحيِ الإلاهيِّ، وقدْ أرشد النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلام إلى طرقِ النّجاةِ منَ الفتنِ ومنها المسارعةِ إلى الأعمال الصّالحةِ عند ظهورها، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلم يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا يحيى بنُ أيّوبَ، وقتيبةَ، وابن حُجْرٍ، جميعاً عنْ إسماعيلَ بنِ جعفرٍ، قالَ ابنُ أيّوبَ: حدّثنا إسماعيلُ، قال: أخبرني العلاءُ ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي هريرةَ، أنّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: ” بادروا بالأعمالِ فتناً كقطعِ اللّيلِ المُظْلمِ، يصبحُ الرّجلُ مؤمناً ويمسي كافراً ـ أو يمسي مؤمناً ويصبحُ كافراً ـ يبيعُ دينهُ بعَرضٍ منَ الدّنيا”)). رقمُ الحديثِ: 186.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الإيمانِ، بابُ: (المبادرة بالأعمالِ قبلَ تظاهرِ الفتنِ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيض اللهُ عنهُ، وهوَ منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ، أمّا رجالُ السّندِ الباقونَ:

  • يحيى بنُ أيّوبَ: وهو أبو زكريا، يحيى بنُ أيّوبَ البغداديُّ العابدُ (157ـ234هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
  • ابن حُجْرٍ: وهوَ أبو الحسنِ، عليُّ بنُ حُجْرِ بنِ إياسٍ المروزيُّ (154ـ244هـ)، وهوَ أيضاً منْ ثقاتِ رواية الحديثِ منْ تبعِ الأتباع أيضاً.
  • إسماعيلُ بنُ جعفر: وهوَ أبو إسحاقَ، إسماعيلُ بنُ جعفرِ بنِ أبي كثيرٍ الأنصاريُّ (ت: 180هـ)، وهو منْ أتباع التّابعينَ الثّقاتِ في الحديث.
  • أبو العلاء: وهوَ عبد الرّحمنِ بنُ يعقوب الجهنيُّ الحرقيُّ، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقات في الرّواية للحديث.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى دعوة النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ إلى المبادرة بالأعمالِ عندَ ظهورِ فتنِ السّاعةِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أثرَ الأعمالِ الصّالحةِ في النّجاةِ منْ تلكَ الفتنِ الّتي وصفها عليه الصّلاة والسّلام بقطع اللّيلِ المظلمِ لعتمتها وشدّتها على النّفسِ وعدمِ تمييز الإنسانِ بها بينَ الحقِّ والباطلِ، ويضيعُ الإنسانُ بها دينه لشدّتها في تغييرِ النّفسِ والإيمانِ، وبينَ أنّ النّجاةَ منها هوَ المسارعةِ في أعمالِ الخيرِ الّتي تهذِّبُ النّفَس وتحميها منَ الفتنِ.

ما يرشد إليه الحديث:

من الفوائد منَ الحديث:

  • أثر الأعمال الصّالحة في النّجاةِ منَ الفتنِ.
  • شدّة فتنِ آخر الزّمانِ على الإيمانِ.

شارك المقالة: