لقدْ خلقَ الله تعالى الإنسانَ في أحسنِ تقويمٍ، وجعلَ الوجهَ منْ أجملِ أعضائه، وقدْ وردَ في حديثِ النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّمَ من الشّواهدِ في النّهي عنْ تحريمِ الوجهِ في الضّربِ لعلّةٍ شرعيّة، وسنعرضُ حديثاً في النّهي عنْ ضربِ الوجهِ والحكمةُ منْ ذلكَ.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ في الصّحيحِ: ((حدّثنا شيبان بن فرّوخ، حدّثنا أبو عوانة، عنْ أبي الزّنادِ، عنِ سهيلٍ، عنْ أبيه، عنْ أبي هريرةَ، قال: قالَ رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “إذا قاتلَ أحدُكمْ أخاهُ فليتقّ الوجهَ”)). رقمُ الحديث:112/2612.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاج النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ البرّ والصّلة والآدابِ، بابُ: (النّهيُ عنْ ضربِ الوجهِ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ النذبويِّ، أمّا بقيّةُ اسنادِ الحديث:
- شيبان بن فرّوخ: وهوَ أبو محمّدٍ، شيبانُ بنُ أبي شيبة فرّوخَ الأبليُّ (140ـ236)، وهوَ منْ ثقات رواية الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- أبو عوانَة: وهوَ الوضّاحُ بنُ عبدِ الله اليشكريُّ (122ـ175هـ)، منْ ثقات المحدّثينَ منْ أتباع التّابعين .
- سهيلٌ: وهوَ أبو يزيدَ، سهيلُ بنُ أبي صالحٍ ذكوانَ السّمانُ المدنيُّ (ت:138هـ)، وهوَ منْ ثقات أتباع التّابعينَ في رواية الحديث.
- أبو سهيلٍ: وهوَ أبو صالحٍ، ذكوانُ السّمانُ الزّياتُ (ت: 101هـ)، وهوَ منْ ثقات التّابعينَ الرّواةِ للحديث.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى النّهي عنْ ضربِ الوجه، وقدْ بيّن النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ في الحديثِ لمنْ قاتل أنْ يتجنّب الوجه في القتالِ والضربِ، وقدْ ذهبَ أهلُ العلمِ إلى أنّ الحكمةَ منَ النّهيِ هوَ ما وردَ في شواهدَ أخرى هوَ أنّ الله تعالى خلقَ آدمَ على صورته، وأنّ الوجهَ هوَ عضو لطيفٌ يجمعُ محاسنَ خلقِ الإنسانِ، وفيه منَ الأعصابِ الّتي تؤدي إلى الإضرار بالجسمِ حينَ تضربُ، وقدْ يؤدّي ضربُ الوجه إلى تشويهه، ويدخلُ في النّهي ضربُ العبدِ أو الولدِ أو الزّوجة أو غيرهم لنفس العلّةِ، والله تعالى أعلم.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- النّهيُ عنْ ضرب الوجه في القتال.
- ضربُ الوجه قدْ يشوّه صورته الحسنة الّتي ميّز الله تعالى بها ابن آدمَ.