حديث في النّهي عن استقبال القبلة في الخلاء

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مدرسةٌ تعلَّمَ منها الصَّحابةُ كلَّ شيءٍ منْ آدابِ الإسلامِ، ولم يتركِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شيئاً يعلِّمهُ لمن حولهُ إلَّا بيَّنهُ ووضحهُ لهم، حتَّى كيفَ يدخلونَ إلى الخلاءِ، وسنعرضُ حديثاً منْ آدابِ الخلاءِ وهو عدمُ استقبالِ القبلةِ عندَ الدُّخولِ إلى بيتِ الخلاءِ.

الحديث:

يروي الإمام البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثنا آدمُ، قال: حدَّثنا ابنُ أبي ذئبٍ، قال: حدَّثنا الزُّهريُّ، عنْ عطاءِ بنِ يزيدَ اللَّيثيُّ، عنْ أبي أيُّوبَ الأنْصاريِّ، قال: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ( إذا أتى أحدكم الغائطَ فلا يستقبلِ القبلةَ ولا يُولِّها ظهرهُ، شرِّقوا أو غرِّبوا). رقمُ الحديثِ: 144)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ الوضوءِ، بابُ لا تُستقبلِ القبلةَ بغائطٍ أو بولِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ أبي أيُّوبَ الأنصاريِّ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ خالدُ بنُ زيدِ بنِ كليبٍ الأنصاريِّ، منْ رواةِ الحديثِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عنهُ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  • آدمُ: أبو الحسنِ، آدمُ بنُ أبي إياسٍ العسقلانيُّ (132ـ220هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في رواية الحديث.
  • ابنُ أبي ذئبٍ: وهوَ أبو الحارثِ، محمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ القرشيُّ (80ـ158هـ)، وابنُ أبي ذئبٍ لقبهُ، وهوَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • الزُّهريُّ: وهوَ أبو بكرٍ، محمَّدُ بنُ مسلمٍ الزُّهريُّ القرشيُّ (50ـ125هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدِّثينَ الثِّقاتِ منْ زمنِ التَّابعينَ.
  • عطاءٌ: وهوَ أبو محمَّدٍ، عطاءُ بنُ يزيدَ اللَّيثيُّ المدنيُّ (25ـ105هـ)، وهوَ أيضاً منَ المحدِّثينَ منَ التَّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ النَّبويُّ الشَّريفُ إلى أدبٍ منْ آدابِ دخولِ الخلاءِ للغائطِ أو البولِ، وهوَ عدمُ استقبالِ القبلةِ أو استدبارها عندَ استخدامِ بيتِ الخلاءِ، وقدْ جاءَ النَّهيُّ عنِ استقبالِ القبلةِ واستدبارها والتَّشريقِ أو التَّغريبِ في ذلكَ في الخلاءِ خارجَ العمرانِ، ووردَ عنِ اللّاحقينَ أنَّهمْ كانوا يستقبلونَ القبلةَ في البنيانِ المغلقِ، والنَّهيُّ في استقبالِ القبلةِ تكريماً وتعظيماً للقبلةِ الشَّريفةِ منْ أنْ تستقبلَ بنجاسةٍ، وقدْ أخذَ منها بعضُ العلماءِ النَّهيَّ عنِ كشفِ العورةِ أيضاً باتِّجاهها قياساً واللهُ أعلم.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادةِ منَ الحديث:

  • حثُّ الإسلامِ على الطَّهارةِ وآدابها.
  • الحفاظُ على شرفِ القبلةِ بعدمِ استقبالها أو استدباره أثناءَ الغائطِ أو البولِ.
  • النَّهيُ عنِ استقبالِ القبلةِ واستدبارها، والحثُّ على التّشريقِ أو التَّغريبِ في ذلكَ.
  • النَّهيُ عن استقبال القبلةِ واستدبارها إنَّما يكونُ في الخلاءِ خارجَ البنيان.

شارك المقالة: