إنّ الصّلاة هي عمودُ الدّينِ، وإنَّ لها في الشّريعةِ أحكامها الّتي بيّنها القرآنُ الكريمِ والسّنّة النّبويّة، وكانَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ حريصاً على تبيانها للنّاسِ، ونهيهمْ عمّ ينهى فيها، ومنَ النّواهي الّتي بيّنها النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنْ يصلّي المصلّي مختصراً، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ في الصّحيحِ: ((وحدّثني الحكمُ بنُ موسى القنطريُّ، حدّثنا عبدُ اللهِ بنُ المباركِ ح قال: وحدّثنا أبو بكرِ بنِ أبي شيبةَ، حدّثنا أبو خالدٍ، وأبو أسامةَ جميعاً، عنْ هشامٍ، عنْ محمّدٍ، عنْ أبي هريرةَ عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنّه نهى أنْ يصلّي الرجلُ مختصراً. وفي رواية أبي بكرٍ قال: نهى رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ)). رقمُ الحديث: 46/545.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ المساجدِ ومواضعِ الصّلاةِ، بابُ: (كراهةُ الاختصار في الصّلاة)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ الصّحابيُّ الجليلُ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً ونقلاً للحديثِ، أمّا بقيّةُ رجالِ السّندِ:
- الحكمُ بنُ موسى: وهوَ أبو صالحٍ، الحكمُ بنُ موسى القنطريُّ البغداديُّ (ت: 232هـ)، وهوَ منْ تبعِ الأتباعِ الثّقاتِ في رواية الحديث.
- عبدُ اللهِ بنُ المباركِ: وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، عبدُ اللهِ بنُ المباركِ الحنظليُّ (118ـ181هـ)، منْ مشاهيرِ ثقاتِ المحدّثينَ منْ أتباعِ التّابعينَ.
- أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ: وهوَ عبدُ اللهِ بنُ محمّدِ بنِ أبي شيبةَ العبسيُّ (159ـ235هـ)، منْ ثقاتِ الرّواةِ للحديثِ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ.
- أبو خالدٍ: وهوَ سليمانُ بنُ حيّانَ الأزديُّ (114ـ190هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقات منْ أتباع التّابعينَ.
- أبو أسامةَ: وهوَ حمّادُ بنُ أسامةَ القرشيُّ (121ـ201هـ)، منْ محدّثي أتباعِ التّابعينَ الثّقات.
- هشامٌ: وهوَ هشامُ بنُ حسّانَ الأزديُّ (ت: 146هـ)، وهوَ راوٍ ثقةٌ منْ أتباع التّابعينَ.
- محمّدُ: وهوَ أبو بكرٍ، محمّد بنُ سيرينَ الأنصاريُّ (ت: 110هـ)، منْ ثقاتِ التّابعينَ في رواية الحديثِ عنِ الصّحابةِ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى حكمٍ منْ أحكامِ الصّلاةِ، وهوَ النّهيُ عنِ الاختصار في الصّلاة، ومفهومُ الاختصار في الصّلاةِ أنْ يضعَ المصلّي اليدَ على الوسطِ في الصّلاةِ أيْ على خاصرتهِ، وقدْ نهى النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنْ يختصرَ المصلّي في الصّلاةِ وذلكَ لما فيه منَ التّكبّرِ، وقيلَ أنّهُ فعلُ اليهودِ واللهُ تعالى أعلمُ.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائد منَ الحديث:
- حرص النّبيِّ عليه الصّلاة والسّلام على بيانِ أحكامِ الصّلاة.
- النّهي عنْ وضعِ اليدِ على الخاصرةٍ في الصّلاة.